سواليف
في عام 1642 كان الملاح الهولندي أبل تاسمان في مهمة من قبل أنتوني فان ديمن، الحاكم الهولندي لجزر الهند الشرقية، من أجل إجراء جولة استكشافية حول قارة أستراليا التي اكتشفها مواطنه ويليام جونسون قبلها بنحو 36 عاماً.
كان تاسمان المشهور بشكل شواربه الفريد واثقاً من وجود قارة شاسعة في نصف الكرة الجنوبي قرب قارة أستراليا ومصمماً على البحث عنها.
ففي ذلك الوقت، كان هذا الجزء من العالم لا يزال غامضاً إلى حد كبير بالنسبة للأوروبيين لكن كان لديهم اعتقاد لا يتزعزع بأنه يجب أن تكون هناك كتلة كبيرة من الأرض قرب أستراليا -أطلقوا عليها بشكل استباقي اسم Terra Australis- وذلك من أجل تحقيق التوازن مع القارات الموجودة في النصف الشمالي، وفقاً لما ذكرته شبكة BBC البريطانية.
وهكذا أبحر تاسمان من قاعدة شركته في جاكرتا بإندونيسيا على متن سفينتين صغيرتين واتجه غرباً، ثم جنوباً ثم شرقاً، لينتهي به المطاف في باكتشاف نيوزيلندا وبعض الجزر القريبة منها.
لم تسر مواجهته الأولى مع شعب الماوري المحليين هناك على ما يرام، فأبحر عائداً إلى منزله بعد عدة أسابيع دون أن تطأ قدمه هذه الأرض الجديدة معتقداً أنه اكتشف بالفعل القارة الجنوبية العظيمة.
زيلانديا قارة نشطة بركانياً
تعتبر زيلانديا منطقة نشطة للغاية من الناحية التكتونية إذ يقع جزء من القارة الصغيرة على الصفيحة الأسترالية، بينما يقع الجزء الآخر على صفيحة المحيط الهادئ، كما يعتبر الجزء الشمالي من زيلانديا بركانياً للغاية.
هناك 6 مناطق رئيسية بها براكين نشطة، أكبرها منطقة تاوبو البركانية في الجزيرة الشمالية، كما تمتلك كل من الجزر الشمالية والجنوبية سلاسل جبلية بركانية تمر عبر مراكزها، فيما تهيمن هضبة الجزيرة البركانية الشمالية على الجزيرة الشمالية من القارة.
العلماء يجادلون بشأن تسميتها القارة
يجادل العلماء بأن قرارهم تسمية زيلانديا قارة مدعوم بالأدلة المتعلقة بارتفاعها، والجيولوجيا، وهيكل القشرة، وحدودها ومساحتها.
إذ تقول الدراسة إن هناك 4 معايير يجب أن تناسب كتلة اليابسة قبل أن يطلق عليها اسم القارة وهي:
- ارتفاع مرتفع بالنسبة للمناطق التي تغطيها القشرة المحيطية.
- تحتوي مجموعة كبيرة من الصخور الرسوبية.
- قشرتها أكثر سمكاً وبنية من مناطق القشرة المحيطية وسرعة زلزالية أقل.
- حدود واضحة المعالم حول مساحة كبيرة بما يكفي لاعتبارها قارة وليس قارة صغيرة أو جزء قاري.
ويجادل البعض بأن زيلانديا تلبي المعايير الثلاثة الأولى فقط، في حين يقول العلماء الذين يؤيدون فكرة تسميتها القارة كون مساحتها كبيرة تبلغ 4.9 مليون كيلومتر مربع.
ما الذي يثبت أنّ زيلانديا قارة فعلاً؟
يبلغ عمق القشرة القارية عادة حوالي 40 كيلومتراً، وهي أكثر سمكاً من القشرة المحيطية التي تبلغ نحو 10 كيلومترات، ولذلك تبقى ثابتة على أطراف المحيطات.
أمّا زيلانديا لم تكن قشرتها بالمستوى المطلوب للقشرة القارية، إذ تبلغ سماكة قشرتها نحو 20 كيلومتراً، ولذلك غرقت تحت سطح البحر، وفقاً لما ذكره موقع National Geographic.
وعلى الرغم من كونها رقيقة ومغمورة بالمياه، يعرف الجيولوجيون أن زيلانديا قارة بسبب أنواع الصخور الموجودة هناك، إذ تميل القشرة القارية إلى أن تتكون من صخور نارية ومتحولة ورسوبية، مثل الغرانيت والشست والحجر الجيري، في حين أن قاع المحيط عادة ما يكون مصنوعاً من الصخور النارية مثل البازلت.
أخيراً جميعنا يعرف أنّ الأرض تتكوّن من قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبيّة وأستراليا والقطبية الجنوبية، ولكن هل بات بإمكاننا أن نرحّب بالقارة الثامنة؟