لأن الله عظيم … اعلم أنه غفور رحيم / حسام عبد الرؤوف القصاص

لأن الله عظيم … اعلم أنه غفور رحيم
من خلال التعاملات العامَّة في المجتمعات يتَّضح منها حجم ودور الأخلاق والآداب في حياة الفرد والمجتمع ، ويتَّضح أيضًا تغيُّر الطباع في المعاملات ، ولأن البعض تخلَّى عن الآداب العامَّة في المعاملات الفردية ؛ قاد هذا التخلِّي إلى أن تغيَّرت طباع كثيرٍ من الناس ؛ فصارَت تحمل الغلظة والشدة ، والعنف والقسوة ؛ وذلك لعدم مراعاة الحقوق والواجبات التي أخبرنا بها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم من خلال الوحي الإلهي إلى سمات ومعالم الأمَّة الأفضل ،،، والأمَّة الوسَط ،،،
فتبدَّلت معالم الحياة من خلال منظور السماء إلى أهل الأرض لتحقيق الحياة الآمِنة إلى طباع وتعاملات تنتمي إلى شريعة الغاب.

فكانت أنْ تحوَّلت نظرة البشر إلى الله – عز وجل – إلى نفس النظرة الواقعة فيما بينهم من غلظة وشدة وقسوة ، فظنَّ الكثير أن الله سبحانه وتعالى ليس رؤوفًا رحيمًا – سبحانه وتعالى علوا كبيرا أن يكون كذلك – قياسا على أفعال الكثير من البشر، فكانت هذه المقولة التي أصبحت منتشرة :
.
( إذا كنَّا نحن لا يرحم بعضنا بعضًا، فكيف سيرحمنا الله … ؟!)
.
فانتقل سوء الظن بين العباد – وما أكثره !!!! – إلى اليأس من رحمة الله .

ونسي العباد أن الله عز وجل قال : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } [ الأعراف : 156 ].

فإن مَن لم يفطن إلى سعة رحمة الله – عز وجل – لن يخرج عن نوعين :
.
1- إمَّا إنسان يرى أن ذنوبه أكبر، وأخطر من أن تُغفَر فوكَل نفسه إلى عقله القاصِر عن إدراك رحمة الله عز وجل ، ففي رواية في الصحيحين :
(( أسرف رجل على نفسه، فلمَّا حضره الموت أوصى بنِيه إذا مات فحرقوه ، ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر، فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابًا لا يعذبه أحدًا من العالمين ، فلمَّا مات فعلوا ما أمرهم ، فأمر الله البحر فجمع ما فيه ، وأمرالبر فجمع ما فيه ، ثم قال له : لِمَ فعلت هذا ؟ قال : من خشيتك يا رب وأنت أعلم ، فغفر له )).

رحمة الله واسعة ، وفضله عظيم ، لكن يوم يعرف العبد أن رحمة الله واسعة وفضله عظيم ، فهذا علم أن له ربًّا وخافَه ولم يعرف الطريق إليه أو سعة رحمة الله ، فكان تصرُّفه هذا .

2- ونوع آخر اصطدم بأناس جهلة متعصبون ، ظنُّوا أنهم بعباداتهم صاروا يحكمون على عباد الله ، ،،،

وعند مسلم : عن جندب أن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – حدَّث أن رجلاً قال : والله لا يغفر الله لفلان ، وإن الله تعالى قال : مَن ذا الذي يتألَّى عليَّ ألا أغفر لفلان ، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك .
.
عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :
(( الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك )) حديث متفق عليه.

الصنفان السابقان هما عقليَّة مَن لم يكتمل لهم نور الرسالة السماوية، والتشريع الرباني والمنهج الإلهي الذي أنزله الله عز وجل إلى سيد الأوَّلين والآخِرين ، وخير مَن خطَتْ قدماه على الأرض ليكتمل به منهج الحياة القويمة بتشريع متكامل تام إلى أن تقوم الساعة ، وقد قالها لك رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فعن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
.
(( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بنيانًا فأحسنه وأجمله ، إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه ، فجعل الناس يطوفون به ، ويعجبون له ، ويقولون : هلاَّ وُضِعت هذه اللَّبِنَة ) ) ، قال : ((فأنا اللَّبِنَة، وأنا خاتم النبيين )) ؛ أخرجه البخاري ومسلم.

فدينك مكتمِل ، وشريعتك تامَّة ، فأنت الوحيد الذي تمتدُّ أصولك إلى السماء ، أنت الوحيد الذي دُوِّنت لك أفعال وأقوال مصدر تشريعك وهو نبيك ( محمد صلَّى الله عليه وسلَّم ) حتى بسمته عليه الصلاة والسلام دونت وسجلت ،،، واسمع إلى وحي السماء الصادر من مصدر الوحي الإلهي ؛ ليبين لك منهج الوسطية والرحمة في تشريع خير أمَّة ، وهو ثالث الأنواع السابقة في تعامل العقل القاصر مع سوء ظن المخطئ .

قال الله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [ النساء: 48 ].
وقال الله تعالى : { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [ الزمر: 53 ].
.
وقال الله تعالى : { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ } [ الأعراف: 156 ] .
.
وقال الله تعالى : { وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [الأنعام: 54].
.

وانظر إلى استفاضة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم في توضيح سعة رحمة الله :
.
1- عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :
.
(( لما قضى الله الخلق كتب كتابًا ، فهو عنده فوق عرشه ، إن رحمتي سبقت غضبي )) ؛ هذا حديث متفق عليه.
.
2- حديث أبي هريرة، قال : سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول :
.
(( جعل الله الرحمة مائة جزء ؛ فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا ، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا ، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق ، حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها ؛ خشية أن تصيبه )) ؛ أخرجه البخاري.
.
لا إله إلا الله …. أي رحمة هذه ..؟؟؟؟
.
3- قال صلَّى الله عليه وسلَّم :
.
(( إن لله مائة رحمة ، أنزل منها رحمة واحدة بين الجن الإنس ، والبهائم والهوام ، فبها يتعاطفون ، وبها يتراحمون ، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه ، فإذا كان يوم القيامة أكملها الله بهذه الرحمة ، حتى إن الشيطان ليتطاول ، يظن أن رحمة الله ستسعه في ذلك اليوم )) أخرجه مسلم.
حسام السيف البتار
حسام
وانظر إلى ضرب المثل وهو من مناهج النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – في توصيل الخبر حتى تصل صورة سعة الرحمة إلى قلب كل قلق ليهدأ :
.
1- عن عمر قال : قدم على النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – بسبي ، فإذا امرأة من السبي تسعى إذ وجدت صبيًّا في السبي أخذتْه فألصقتْه ببطنها وأرضعته فقال لنا النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: (( أترون هذه طارحة ولدها في النار )) ، قلنا : لا ، وهي تقدرعلى ألا تطرحه ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( الله أرحم بعباده من هذه بولدها )).
.
2- يورد ابن القيم – رحمه الله – عن بعض العارفين أنه رأى في بعض السكك بابًا قد فُتِح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي ، وأمُّه خلفه تطرده ، حتى خرج ، فأغلقت الباب في وجهه ودخلت ، فذهب الصبي غير بعيد ، ثم وقف مفكرًا ، فلم يجد مأوى غير البيت الذي أُخرِج منه ، ولا مَن يؤويه غير والدته ، فرجع مكسور القلب حزينًا ، فوجد الباب مرتجًا مغلقًا ، فتوسَّده ووضع خدَّه على عتبة الباب ، ونام ، فخرجت أمُّه ، فلمَّا رأته على تلك الحال ، لم تملك أن رمت بنفسها عليه ، والتزمته ، تقبِّله وتبكي ، وتقول : يا ولدي ، أين تذهب عنِّي ؟ مَن يُؤويك سواي ؟! أين تذهب عنِّي ؟ مَن يؤويك سواي ؟! ألم أقل لك : لا تخالفني ، ولا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جبلت عليه من الرحمة بك ، والشفقة عليك ، وإرادة الخير لك ؟ ثم ضمته إلى صدرها ، ودخلت به بيتها ،،،
فتأمل قولها : لا تحملني بمعصيتك على خلاف ما جُبِلت عليه من الرحمة بك ، والشفقة عليك.

وتأمَّل قوله صلَّى الله عليه وسلَّم :

(( لله أرحم بعباده من الوالدة بولدها )) ، فأين تقع رحمة الوالدة من رحمة الله التي وسعت كل شيء ؟! وهو رب الرحمة وأصلها وخالقها سبحانه في علاه ،،،
.
رحمة الله لا تُنال بالتواني والكسل ، إنما بالجد والعمل ؟! لِمَن كتبها الله له ؟!

أنظر إلى حلم الله عليك ،،،،
.
حلم الله عليك في إمهالك وأنت تعصيه ، ولو شاء الله لعاجَلَك بالعقوبة ،،، فقل الحمد لله ..
.
واسمع إلى هذا الحديث الجميل في – صحيح مسلم – عن أبي ذر عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما روى عن الله – تبارك وتعالى – أنه قال :
.
( يا عبادي ، إني حرَّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرمًا فلا تظالموا ، يا عبادي ، كلكم ضالٌّ إلاَّ مَن هديته فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي ، كلكم جائع إلاَّ مَن أطعمته فاستطعموني أطعمكم ، يا عبادي ، كلكم عارٍ إلا مَن كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي ، إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعًا ، فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي ، إنكم لن تبلغوا ضرِّي فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا ، يا عبادي ، لو أن أوَّلكم وآخركم ، وإنسكم وجنكم ، كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئًا ، يا عبادي ، لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كلَّ إنسان مسألته ما نقص ذلك ممَّا عندي إلا كما ينقص المِخْيَط إذا أُدخِل البحر، يا عبادي ، إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمَن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومَن وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه ) .
.
قال سعيد بن عبدالعزيز: كان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثَا على ركبتيه إعظامًا له.
وتأمل يا رعاك الله لفظة : ( يا عبادي ) في الحديث ،،، يخاطبك بلفظ العبودية ليغرس في نفسك أنك عبد له وأنه بك رؤوف رحيم …

• عن أنس – رضِي الله عنه – أن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم دخل على شاب وهو في الموت فقال : (( كيف تجدك ؟ )) ، قال : والله يا رسول الله إني أرجو الله ، وإني أخاف ذنوبي ، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : (( لا يجتمعان في قلب عبدٍ في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمَنه ممَّا يخاف )).

• عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:
.
(( قال الله : يا ابن آدم ، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ، يا ابن آدم ، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتك بقرابها مغفرة )).

• عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فيما يحكي عن ربه – عزَّ وجلَّ – قال :
.
(( أذنب عبد ذنبًا، فقال : اللهم اغفر لي ذنبي ، فقال – تبارك وتعالى – : أذنب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنب ، فقال : أي رب ، اغفر لي ذنبي ، فقال – تبارك وتعالى -: عبدي أذنَب ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، ثم عاد فأذنَب ، فقال : أي رب ، اغفر لي ذنبي ، فقال – تبارك وتعالى -: أذنَب عبدي ذنبًا فعلم أن له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ، اعمل ما شئتَ فقد غفرتُ لك )).

من رحمة الله ستر الذنوب في الدنيا وغفرانها في الآخرة :
.
• عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه عرض له رجل فقال : كيف سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في النجوى ؟ فقال : سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول:
.
(( إن الله يُدنِي المؤمن ، فيضع عليه كنفه ويستره ، فيقول : أتعرف ذنب كذا ؟ أتعرف ذنب كذا ؟ فيقول : نعم ، أي رب ، حتى إذا قرَّره بذنوبه ، ورأى في نفسه أنه هلك ، قال: سترتها عليك في الدنيا ، وأنا أغفرها لك اليوم ، فيُعطَى كتاب حسناته ، وأمَّا الكفار والمنافقون ، فيقول الأشهاد : هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )).

• عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه -: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال:
.
(( إن الله – عز وجل – يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها ))؛ أخرجه مسلم.
حسام السيف البتار
حسام
06:47 ص

• عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -: أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال :
.
(( كل بني آدم خطاء وخير الخطَّائين التوَّابون )) رواه الترمذي.

• عن أبي هريرة : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :
.
(( يقول الله – عز وجل – : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه حين يذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملأ ، ذكرته في ملأ هم خيرٌ منهم ، وإن تقرَّب إلي شبرًا ، تقرَّبت إليه ذراعًا ، وإن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبت إليه باعًا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة )).

• عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم :
.
(( والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم )).

• وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول :
.(( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ))؛ رواه البخاري.

أخي الحبيب :
.
إن الشيطان حمل على عاتقيه أن يجعلك من الذين يقنطون من رحمة الله بالنظر لكبر الذنب والمعصية من عملك ، فيقول لك إن الله لن يغفر لك ، إن الله لن يغفر لك … يريد بذلك أن يجعلك من الخاسرين … فلا تطعه وردد وقل : إني ربي غفور رحيم ، إن ربي غفور رحيم ،،،
.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين …
.
.
.
حسام عبد الرؤوف علي القصاص
عضو رابطة علماء الاردن

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى