إدارة الذات

إدارة الذات
د. ذوقان عبيدات

في ندوة مع عدد من التربويين في السعودية حول تجربتي في إدارة ذاتي: أين نجحت وأين فشلت، تمت مناقشة الأفكار الآتية:
1. وجود رؤيا ورسالة:
فالرؤيا هي تطلع إلى المستقبل، جسر الهوية بين الواقع والخيال، أو بين الحاضر والمستقبل، والرسالة هي الأدوات التي تستخدمها لتحقيق الرؤيا.
فكانت لي رؤية شخصية وأخرى مهنية.
فالرؤية الشخصية: هي التأثير في المجتمع.
والرؤية المهنية: هي رفع مكانة المعلم وتطوير التعليم .

أما رسالتي فهي:
– أبحث عن الجديد دائماً، وإذا لم أجد جديداً لا أغادر منزلي.
– لا أعلم أحداً، بل أتعلم من كل أحد.
– لا أقدم رأيي أمام جمهوري كي لا أصادر أراءهم.
– من يتحدث معي هو صاحب القرار دائماً.
– لا أحاول إقناع أحد,أو فرض رأيي غلى أحد.
– أحاول أن أكون مبهجا و ممتعاً ما استطعت.
– لا أنقد أحداً ولا أمدح أحداً.
– مدة أي اجتماع أديره لا تزيد عن خمس وأربعين دقيقة.
– أنتج بنفسي ما أحتاج اليه من معارف, ولا أستند إلّا على أبحاث علمية.
– أقول لا بقسوة حتى للمسؤولين.

2. النمو الوظيفي:
عملت معلماً منذ سن 17، واجهت متاعب مع طلاب يكبرونني حجماً على الأقل، ثم عملت معلماً للصف الأول، حيث تعلمت معظم مهاراتي التربوية، حصلت على الماجستير 1970 وكنت أول خريج من الجامعة الأردنية، نقلت معلماً في معهد معلمين حوارة 1969، ثم مديراً فنياً للتربية في المفرق 1973، فرئيساً لقسم الإشراف في الوزارة 1975، حصلت على بعثة الدكتوراة، وعدت أحمل الدكتوراة في المناهج 1980، عملت مديراً لفترة قصيرة في الوزارة قبل أن أنقل إلى باريس 1986 مندوباً للأردن في اليونسكو.
عدت للوزارة في 1991 حيث واجهت أول عملية تقاعد بما يشبه “الطرد” ثم صرت أميناً عاماً لوزارة الشباب 1996 حيث توالت عمليات الطرد.
عملت في الخليج في مجال تدريب القيادات التربوية 2000-2015، ثم عدت لأكتب في الصحف والمواقع الالكترونية، ومنذ شهور التحقت بلجان المركز الوطني لتطوير المناهج.

مقالات ذات صلة

3. فقدان الوظيفة:
فقدت عملي ما يزيد عن عشر مرات، ومن الغريب أنني رجعت إلى كل مكان طردت منه، إما بقرار محكمة أو بتغيير الظروف، وكنت معظم ظروف الطرد تتعلق بمواقف صريحة أو جريئة اتخذتها دون مجاملة.
وقد سئلت أمس في الندوة فيما لو كنت انفعالياً مما تسبب في طردي، فقلت يبدو أن قرارات الطرد كانت هي الإونفعالية بدليل قرار المحكمة الذي ربط طردي بالتزامي بالقوانين!!

4. ماذا غيرّت؟وماذا أنجزت؟
ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال فللتغيير عوامل عديدة ومتشابكة ولكني أضع هنا قائمة بالمجالات التي قاتلت بها:
– المناهج الدراسية ووصفها بالداعشية والمطالبة بتنقيتها من مصادر السلوك الداعشي.
– قضايا المرأة حيث كنت دائماً موجوداً منذ عهد طويل.
– قضايا الحداثة والتقدم الاجتماعي.
– قضايا التعليم بشكل عام.
– خلق اهتمام مجتمعي واسع بأهمية المناهج.

5. أين فشلت؟
في عملية الصعود الوظيفي من معلم ابتدائي إلى أمين عام وزارة. كان كل صعود مصحوباً بفشل ونجاح! كان النجاح في تحقيق الإنجاز وكان الفشل في كسب داعمين للإنجاز بل وخلق أعداء الإنجاز. فقد تكتّل ضدي أشخاص وفئات مؤثرة جداً.
الرؤساء الضعاف، الوزراء ” القناصون, أعداء النجاح
” ضعيفو الرؤى، التقليديون، المنافسون، وأصحاب النفوذ الخفي من كل مكان عميق.
لا أحد يرغب في نجاح أحد، ولا أحد يفرح لنجاح أحد، كثيرون يكرهون النجاح!!
من يريد أن يكون قائداً عليه أن يعرف كيف يكون مؤثراً ومحبوباً وأنا نجحت في أن كون مؤثراً جداً وفشلت في أن أكون محبوباً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى