الفرق بين الشكوى و الفضفضة / كامل نصيرات

لعلّ مقالي لهذا اليوم سيكون أقصر مما اعتدتُ و اعتدتم معي عليه ..أسميتُ زاويتي (تنفيس) منذ المقالة الأولى ..لأني أرى في التنفيس مجالاً حيوياً للفضفضة ..لأن تخفّف عن نفسك أحمالها ..أن تسحب معك القرّاء إلى زاوية هي أقرب للتماهي كي تشعر أنك لستَ وحدك وأنهم ليسوا وحدهم ..
كثيرون يعتقدون بأنك حين تفضفض فإنك تشكو و تتذمر ..ولهم الحق في ذلك ..ولكن صدقوني أن هناك فرقاً شاسعاً بين الشكوى و الفضفضة ..في الشكوى أنت ترتب أمورك كلّها كي تكون مظلوماً فقط ..كي تطلب بطريقة مباشرة أو ضمنيّة من أي أحد أن يحلّ مشكلتك ..لكنك في الفضفضة لا تطلب إلا استماعاً حميماً ..بمشاعر عالية الجودة ..تريد من الذي تفضفض إليه أن يمنحك آهةً مع آهتك و ابتسامة مع ابتسامتك ..!
أنت تريد أن تفضفض لأنك لا تريد حلاًّ من القرّاء ..و القرّاء لا يطالبونك بأية حلول لمشاكلهم ..فقط أنت تقول لهم ويقول لك : هي الدنيا ..تجلسون حول موقد النار ؛ وإبريق الشاي فوقه يلعلع ..و تتسامرون بدموع و أغانٍ و نكات و ذكريات و مواقف ..
التنفيس هو شجون .. الفضفضة طقس لا يشعر به إلا الممتلئ الذي يريد أن ينفجر ..أمّا الشكوى فهي طريق من يريد أن يكون مظلوماً فقط ..ويبحث عن حلٍّ من الآخرين ..
فضفضْ ..واملأ مواقد النار بما تشاء..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى