الفرصة الاخيرة تكاد ان تكون الاخيرة !! / المحامي ليث الخصاونه

الفرصة الاخيرة تكاد ان تكون الاخيرة !!
قول تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) لطالما سمعنا ونسمع عن الفساد الذي اصبح شغلنا الشاغل حتى أصبحت الدوله بنظر الشعوب هي المسؤوله الوحيده عمايجري، خصوصا في زمن الاسقاطات والترهات الدخيله على عمر الدول بحيث تصدر الحديث عن الفساد المرتبة الاولى في علاقات الدول بشعوبها ،واصبحت الشعوب بنظر الدوله بأنها تريد فقط القاء اللوم والسخط عليها أو التلويح بالتغير والتجديد الذي بات هاجسآ يدق ناقوس الخطر لدى السلطه ، والشعب بات حلمه الوحيد بالبحث عن البدائل بالتغيير بغض النظر عن ماهية هذا التجدد فاصبح الشعب هو الجلاد حتى باتت الدولة اجيرة تعمل لديهم بالسخرة ، هذا من منظور السلطه ! الى ان فقدت هذه الدولة مضمون هيببتها وسيادتها الداخليه وحتى بفرض الامن والامان الذي اصبح عبارة عند الكثيرين مجرد مهزلة معتقدين ان كل واحد فيهم يستطيع ان يحققه بذاته من غير دوله او نظام حتى ! ، الا اننا في ذات الوقت وفي ذات السياق لاننكر دور الدولة في فرض النظام ولاننكر ايضآ أن هنالك بعض الفئات الحاكمة تعيش بمعزل عن شعوبها ولاتقاسمها همومها فأصبح كل يغرد خارج سربه ويغني على ليلاه
،وبالنتيجه لايمكن ان يبقى هذا الامر على حاله طبعا لأن الاراده الحرة لدى الشعوب هي من تقرر في النهاية من يبقى ومن يغادر لتكسب الرهان اخيرا ولو مر الوقت وسالت الدماء وعادت الحضاره فيها عقودا للوراء ، وليس ادل على ذلك من الثورات التي امتدت في شتى الاقطار العربيه بغض النظر عن الفشل الذريع ثمار الربيع العربي المجهض والمستورد حين سلب من الشعب ، ونأخذ مثال ماحصل في ثورة مصر ، فحين قامت قيامة الشعب المصري وارادت الكلمه الحرة لدى الشعب بااعتلاء صهوة جواد الحرية لتحرر وتوجيه البلاد نحو الازدهار والتطور وارادت التغيير حين انهكت الشعوب، وكان لديها الفرصه الأكبر والمقدمة على طبق من الذهب بالفطرة لماذا كان الاختيار صعب ؟ ولماذا تراجعت الدوله المصريه للوراء قرونا ، لم يعلم احد أن هذا الشعب لم يكن منظما كفاية ليقود ثورة ولم يعمل انه بات يجر الشعب نحو مستنقعات من الدم والقتل بلامبرر بذريعة الحرية او التدين ، فالشعب قد تآمر على نفسه ، وهو من خلق الجو الملائم لأي اختراق محلي معهود او خارجي دخيل ، فلابد لنا ان نقف وقفه مع ذاتنا ونتلمس مواطن الخلل فينا قبل أن تحل الكارثه كثائرين او مطالبين بالحريه والمساواة والعدل فلايمكن ان تقوم ثورة فقط بالشوارع فلابد ان يكون هنالك ثورة فكريه مدروسة قبل اي شيئ وقبل اللقاء اللوم على الحاكميه والهرم الاكبر في السلطة لأن النديه العبثيه لاتؤتي اكلها ولايمكن تصور ان الامر بات مبدأ انتقام من شخص هرم السلطه في الدوله لأنه بذلك سوف تجر الدوله بأكملها الى مستنقعات تعيد الحضارة فيها للوراء مئات بل الاف السنين فلابد من وضع استراتيجيات يكون بنتيجتها حسم الامر ،وللعلم لايوجد اي نظام في العالم يستطيع اتخاذ لو قرار واحد دون الرجوع للشعب من خلال ممثليه او الاراده الشعبيه المنبثقه عن اي قرار مشوب قد ترفضه بغض النضر عماهية الدستور فالشعب هو الفيصل شاء من شاء ، حتى لو كان هذا النظام من اكثر الانظمة استبدادآ او اكبرها فسادا ، لأن العالم يعيش الأن في ضل دولة القانون والمؤسات والصلاحيات مهما انحصرت في شخص الحاكم الا وانها تضل منقوصه فلابد ان تأخذ صفة شرعيه شعبية ،ويثور لدينا بعض التساؤلات :اليس الشعب شريك للدوله بالمسؤليه ؟ اليس من يتولى السلطه والرئاسه هم من رحم تلك الشعوب ؟ اليس الدوله لولا الشعب لماقامت لها قيامه ولا كان هنالك شعب وسلطه ولاحتى دوله ، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال (كلكم راع وكلكم مسؤل عن رعيته ) الى اخر الحديث …. والذي اراد به ايصال فكرة ان الجميع شريك ومسؤل من موقعه وليس هنالك احد بمعزل عن المسؤليه في كنف الدوله ، فليست السلطه والمسؤليه جاه او تكريم لأحد كما هو المفهوم لدى البعض، و لانها في الحققية امانة يسال عنها الجميع ويعاقب المقصر فيها فلايعلو صوت فوق صوت الحق والقانون ، وقد تناسى الجميع ايضا ان الفساد قد استشرى لدى الشعب ايظا قبل الحكومات والكل شريك باللعبه وليس احد منا بمعزل عمايدور ، فالنظام والحكومات ليست ألهه ولالشعب أيضا عبيد او ملائكة ! فجميعهم سواسيه يمثلون الدولة بلا استثناء والمسؤوليه موزعه بين الجميع ليعيش الجميع بكرامه ، وبهذا الصدد استوقفني حديث للنبي صلى الله عليه وسلم مرة اخرى حيث قال في حديثه الصحيح: ((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد، وإذا فسدت، فسد لها سائر الجسد، ألا وهي القلب)) فاانني ارى ان قلب الدولة هو حاكمها كما هو مفترض !وجسده الشعب والأرادة اولآ عن أخر تقررها عقول الشعوب فلها ان تكون ماارادت او تكون عبارة عن قشور تجف مع اول طلعة شمس او هبة هواء او سحابه عابرة عقيمة لايوجد فيها من الماء قطرةيسد به الرمق .
اننا اليوم لابد نعي تماما ان أصبح هنالك عدو للدوله من رحمها وصناعة شعبيه بأمتياز بطرق مفبركه ،البعض منهم أصحاب أجندات خارجيه تتربص للجميع من غير سلاح او عتاد سلاحها شراء النفوس الضعيفه من البشرتحمل النقمه بأبخس الاثمان ليسود الجشع وتصبح الخيانه سيدة الموقف على الساحه المحليه بذريعة اللقمه ، ان اسهل الطرق لأبادة الشعوب هو تمزيقها من الداخل وخلق أزمة الثقه بين صفوف ابنائها اي كان موقعه فيها ، و بخلق حالة من الاحتقان لجعل الشعوب عباره عن قنابل موقوته تتفجر بمؤقت لديها من خلال اضعافها وارهاقها وتضييق الخناق عليها وقد ضاق الخناق !! الى أعلى واقصى درجات التضييق وخلقت روح النقمه فيما تعيش الطبقه العليا البذخ والشعب يرزخ في طبقته الدنيا يعاني اقصى درجات العوز وهم أصحاب هذا التراب ،فيكون الخيار اما الموت او بيع الضمير والكرامه ، او تغير هرم السلطه ، ولكن هنالك في ذات الوقت سماسرة لشراء وبيع القضيه وادارة دفتها حيث تشاء ، كماهي الضباع تغتنم الفريسه بعد الاجهاز عليها فيصبح اللعب مع الأسود ارحم من نهش الضباع للحومها والقضاء عليها، او كمكر الثعالب التي تلبس دور المنجي والمخلص ، لتسلمها اخيرا للنسور اولغيره لتتقاسم بالنهايه جثثهم من قبل الجميع في هذه اللعبة القذرة ،حتى انها انطلت اللعبة على الكثيرين او حتى ان الكثيرين اصبح شغلهم الشاغل كسر عنق حكامها بذريعة انهم المسؤلين عن دمار الشعوب متناسيين أولا الخلل والفساد الدفين فيهم وبمن يمثلهم ومن يهتف لهم ،وكأن الحكومات اصبح العدو الاكبر لهم الى ان اصبحت الغايه بعيده عن المطالب و الجميع اصبح فريقين بلعبة شد الحبل بقوة الشد العكسي أنتظارا لقوة اكبر تشد الحبل ليقع احدهم والاجهاز عليه والاخر ينتظر دورة كأكباش العيد تنظر لنفسها انها منيعه ولكن دورها هو التالي حتما ،فضلوا واضلوا كثيرا لتبقى الدولة خاويه على عروشها لأولئك الذين يتربصون بها ليخطوا لها طرق جديده بمعزل عن الجميع ليكسبوا الرهان على انقاذنا نحن .
ان العالم الآن يتخذ شكلآ جديدا هكذا ارادو لنا وانني حين اتحدث عن الذين يتربصون او الذين يريدون توجيه العالم بطريقتم وعلى طريقتهم لتحقيق حلمهم القديم وخصوصا من بعدما باتت سايكسبيكوا في عداد المفقودين والبحث جار عن بديل … فهم ليسوا اشباحا مجهولة تحوم كالطيور في زمن الجاهليه حول القبور ، ولأن زمن الجهل والتطير قد ولى ولأن امرهم بات معروف للجميع في عصر باتت فيه المعلومه ليست حكرا على احد لأن اللعب أصبح عالمكشوف ، ان هنالك من يسعى لتقويض مأسسة الشعوب وتعهير الاصل قبل تقويض مؤسسات الحكم فيها والحاكم مستهدف بين المطرقة والسندان ولااحد يخلق القوة له سوى ابناء شعبه مهما تحالفت القوى ، ولكن حذاري من السخط الشعبي الذي بمقدوره قلب الطاولة على الجميع حتى على نفسه لأن الامر بات لايطاق وحذاري من ان تضيع الفرص الاخيره لتقدم الدوله عرابين محبة او قرابين اوصكوك غفران على حساب الابناء والشيب والشباب ، فالفرصه لازالت قائمه على الاقل في الدوله التي لم يمسسها بعد هذا الربيع العربي الفحل الذي فض بكرات دول كثير لازالت تعاني الم الفضيحة كل يوم فالرهان على الدول العذارى لان فشل التجارب يعطى المزيد من الخبره فأما ان تكف يدها عن الاستفزاز الشعبي وتقديم المغريات للوقوع في الفضيحه والكف عن استغفال الشعب بشتى الوسائل الرخيصه ، واما السقوط والعار للجميع ليندم الجميع حيث لاينفع الندم ! ، ولأن القوى الشعبيه بالنهاية تبحث عن عز وكرامه لايهمها ان جد الجد اكل او مشرب لأن الحريه اثمن واغلى من اي سلعه تحاول الدوله الهاء شعوبها كما هو في العام الاغلب للابتعاد عن رأس الدولة فلا تنزعج من عصفور تقترب منه اليوم وفي كفّك طعام له فيهرب، فالطيور تؤمن أن (الحريّة) أهم وأثمن من (الخبز) فحذاري لاتتعب !.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى