على الأردن دعم المصالحة في درعا / عمر عياصرة

على الأردن دعم المصالحة في درعا

يبدو ان احتملات انطلاق هجوم لجيش النظام السوري على درعا، باتت ضعيفة، والسبب، ان بالون الاختبار الذي استخدمه نظام الاسد من خلال حشد قطاعاته، تمت مواجهته بلهجة شديدة وتهديدات من قبل الولايات المتحدة الاميركية.
لذلك من ناحية مرحلية، سيكون الجنوب السوري هادئا، وستحافط الاطراف جميعا على اتفاقية “منطقة خفض التوتر”، لكن استراتيجيا يستحيل ان تبقى الامور هكذا فلابد من حسم قادم.
يقال ان هناك قناعة اردنية، مفادها، ان حسم ملف الجنوب السوري يجب ان يكون سياسيا، فلا داعي لمعركة عسكرية، وتبقى القناعة قناعة ما لم تدعمها خطوات ومؤشرات على الارض.
ايمن علوش، القائم بأعمال السفارة السورية بعمان، صرح قبل ايام بما يشبه تلك القناعة الاردنية، ولعلهم يلمّحون الى رغبة حقيقية بدور اردني لعقد مصالحات سياسية بين النظام والمعارضة في درعا.
عوامل الهدوء والتسوية متوافرة، فمن ناحية لم تعد دمشق مهددة بشكل مباشر من جهة الجنوب، بل يمكن ترك المسألة لوقت اطول لكن ليس للابد.
من ناحية اخرى، يبدو سلوك كل الاطراف تجاه الجنوب عقلانياً، فهناك رغبة بالحفاظ على منطقة خفض التوتر، والسلوك الايراني الاخير تجاه الجنوب يبدو مريحا لجميع الاطراف.
اذًا، المصالحات في درعا خيار جيد، ويجب ان تتجسد قناعة اردنية بلعب دور ايجابي في ذلك؛ بمعنى المساعدة بعودة النظام للجنوب مقابل ابتعاد المليشيات الطائفية وانهاء خطر داعش.
في درعا، يجب على الاردن صوغ مسافات معقولة تفارق من خلالها الموقف الاميركي والاسرائيلي، وحتى الخليجي، فأجندتنا الفرعية مختلفة ويجب تقديمها على تحالفاتنا.
نعم، مصلحتنا العليا تقضي التأكيد على ثلاث معطيات مصيرية هي: تجنب الحل العسكري، الحفاظ على الجنوب كجزء من سوريا، استثمار علاقاتنا ومخداتنا لتحقيق المصالحة اللازمة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى