العناق (The Hug)
هو حركة ميكانيكية فسيولوجية تنتج من تفاعل بعض المشاعر الإنسانية التي تفقد صاحبها توازنه، فتُشعر أطراف صاحبها بحاجتها للإستناد والتسنّد حتى لا يسقط الأخير..
العناق حاجة روحانية تكاملية ترقى فوق حاجات الجسد إذا ما كانت نابعة من القلب حقا لا يستخدمها صاحبها لغايات أدنى منزلة..
العناق يجمع أطراف الحب لتتوحد الأجساد معا ضد تيارات اليأس والإحباط، فتكوّن معا حاجزا منيعا لا تقوى على تحطيمه الأمواج..
أم وابنها.. أب وابنته.. أخ وأخت.. زوج وزوجة…
هناك حب طبيعي يولد فينا، وحب آخر مكتسب بفعل التجارب والظروف المحيطة والثقافات، ومن أقوى أنواع العناق هو ذلك الذي يبث فيه الأهل الطمأنينة والسكينة لأطفالهم، ويستمدون منهم في الوقت ذاته شعورا لا يدعي أي كاتب انه يستطيع ترجمته على الورق..
ثمة نوعيات من الأهل لا يجيدون المعانقة، تجد أطرافهم تحيط بأطفالهم فتخنقهم.. يستغيث الطفل من ألم الحب العاصر، فيزيدون الضغط وظنهم أنه يصيح منتشيا من دفقة المشاعر العنيفة تلك، يتحشرج صوته ويلوح بيديه مختنقا فيضغطون أكثر، يبدأ بلفظ أنفاسه فيحطمون ضلوعه الصغيرة التي خرجت من ضلوعهم، حتى إذا ما كانت انتفاضة الموت تنبهوا إلى فداحة ما فعل الحب في أحبائهم الصغار..
الحب الذي نمنحه للصغار فارضين عليهم أن يمشوا على ذات خطوات فشلنا المرسومة على رمال العمر، ما هو إلا أنانية ندعي كونها تضحية لا تستفيد منها إلا نزعاتنا الحقيرة ورغباتنا المكبوتة في أن ننتج نسخا مكررة منا نحن.. برغم أننا حقا مثيرون للشفقة…!!
هل فهمتم الآن لماذا قتلت القطة صغارها ؟!!
خوفا عليهم طبعا…!!!
سحقا لكم…