الصورة وما خلفها . . !

الصورة وما خلفها . . !
موسى العدوان

يُحكى إن رجلاً عجوزاً كان جالسا مع ابن له يبلغ من العمر 25 سنة في القطار. . وبدا الكثير من البهجة والفضول على وجه الشاب، الذي كان يجلس بجانب النافذة.
اخرج الشاب يده من النافذ،ة وشعر بمرور الهواء، فصرخ قائلا : أبي انظر جميع الأشجار تسير ورائنا . . ! فتبسم الرجل العجوز متماشياً مع فرحة ابنه.
وكان يجلس بجانبهما زوجان، يستمعان إلى ما يدور من حديث بين الأب وابنه. فشعرا بشيء من الاستغراب . . كيف يتصرف شاب في العشرينات من عمره كالطفل . . !
وفجأة صرخ الشاب مرة أخرى : أبي . . انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، أنظر. . إلى الغيوم . . إنها تسير مع القطار، واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب العشريني.
ثم بدأ هطول الأمطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب، الذي امتلأ وجهه بالسعادة. وبعد قليل صرخ الشاب من جديد : أبي إنها تمطر، والماء يلمس يدي، انظر يا أبي . . !
وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت، فسألا الرجل العجوز : لماذا لا تَقمْ بزيارة الطبيب والحصول على علاج نفسي لابنك ؟ هنا قال الرجل العجوز : إننا قادمون من المستشفى، حيث أن ابني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته، فراح يستمتع بجمال الطبيعة.
وهنا خجل الزوجان، وقدما اعتذارهما للرجل العجوز، وتعلما درسا جديدا في الحياة، بأن الصورة المعروضة أمام الآخرين، قد تُخفي وراءها حقيقة غير ظاهرة للعيان . . !
التاريخ : 20 / 2 / 2021

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى