السيولة النقدية مطلوبة من المواطنين فقط ؟!

السيولة النقدية مطلوبة من المواطنين فقط ؟!
نصر شفيق بطاينه

منذ اعلان الحكومة منتصف شهر اذار عن فرض حظر التجول واغلاق المدارس والجامعات والدوائر الحكومية وغيرها من المؤسسات الاقتصادية والتجارية والزام الناس بيوتهم حفاضا على صحتهم ومنع انتشار الوباء بينهم , كان هذا الاجراء جميل وصائب في حينه واشاد به الجميع , ولكن على الجانب الاخر من الناحية الاقتصادية كان هذا الاجراء له عدة سلبيات على الاقتصاد الوطني وعلى مستوى المواطن ,فمجرد جلوس جميع افراد العائلة في البيت هو مدعاة الى زيادة المصاريف سواء اتفقنا مع ذلك او لم نتفق تبقى هذه الحقيقة قائمة فشعور الانسان بالفراغ وحظر التجول بين الفترة والاخرى وبين اليوم والثاني وبشكل مفاجئ يربك التخطيط لموازنة الاسرة فحظر التجول او اغلاق المتاجر يؤدي بالمواطن للشراء بدون تدقيق ولا يعرف القادم غدا فيشتري احيانا مواد ضرورية واحيانا غير ضرورية تحسبا للغيب الذي لا يعرفه وشراء مواد الرفاهية للأسرة والاطفال بشكل خاص وتكرار هذا منذ ثلاثة اشهر ادى الى استنزاف موارد الاسر ووضعها على سكة الافلاس والطفر , وللتخفيف على ارباب الاسر والمواطنين قامت الحكومة بالإيعاز للبنوك من خلال البنك المركزي بوقف خصم اقساط القروض التي على المواطنين وجميع المؤسسات التي يتعامل معها المواطن بالقروض تم ايقاف خصم الاقساط الشهرية وبدون فوائد , اضافة الى الايعاز الى شركات الخدمات على التوقف عن المطالبة بتسديد المواطنين فواتيرهم الشهرية وتأجيلها الى ما بعد ازمة كورونا او فتح اقتصاد السوق , وهذا القرار في ظاهره الرحمة وداخله العذاب والطفر للمواطن , الامر الذي ادى الى زيادة السيولة النقدية بين ايدي المواطنين مما زاد حمى الشراء لدى المواطنين وبدون تبصر معتقدا ان هذه الاموال هي ملكه وحده ويتصرف بها كيف يشاء علما ان هذه النقود اقساط القروض والفواتير ملك للبنوك وشركات الخدمات وسيطالب بها اصحابها بعد حين , وهذا ما حصل جزئيا الان مع شركات الخدمات واصحاب العقارات من المؤجرين وبدأ تجمع الغيم فوق سماء المواطنين وسيزداد التراكم وتصبح غيوم ركامية سوداء حسب تعبير الارصاد الجوية مع زيادة تأجيل دفع اقساط القروض وغيرها والادهى ان بعض المواطنين يطالبون بتأجيل دفع فواتير الكهرباء لا اعرف الى متى ؟! فهذه الفواتير سوف تدفعها راغما في القريب والسحب الركامية السوداء سوف تهطل عليك ديون اضافية ومشاجرات ومطالبات للتنفيذ القضائي ثم السجون اخي المواطن الحبيب …..
وفي هذا المجال وبعد التحية الى شركة الكهرباء وشركة الاتصالات بشكل خاص مع التهاني بالعيد السعيد علينا وعليكم وعادة عليكم اكثر خاصة من الناحية المادية , اقول ان العلاقة بين المواطن وهذه الشركات ابدية ازلية كما الزواج الناجح أو القسري الابدي , الا تستحق هذه العلاقة بين المواطن والشركات هدية عيد ميلاد او عيد زواج او هدية تخفيف ازمة كورونا , ان المواطن يدفع لهذه الشركات عشرات آلاف من الدنانير على مدى العمر واستغنت هذه الشركات واصحابها ولا حسد آلا يستحق المواطن اعفائه من فاتورة تلفون او شبكة نت شهرية او فاتورة كهرباء مرة واحدة بالعمر وخاصة في ظل ازمة الكورونا , صرف 16 شهر رواتب للسنة للموظفين ليس هذا من دم الشعب فقط بل من نخاعه العظمي … وخاصية اخرى يا سادة يا كرام ان كل عداد كهرباء عليه على ما أعتقد 45 دينار تأمين يزداد عند الحاجة بدون مبرر وهذا التأمين سنوات الى ما لا نهاية للكمالات او ان تقوم ناقة صالح هذه نقود التأمين فضلا عن عدم شرعيتها بعد مدة من الزمن لا شك انها تشغل وتعود ارباحها الى شركة الكهرباء ألا واقول ألا يا اخوة الاردنية والعرب والاسلام والتكافل والبشرية والانسانية جمعاء وغيرها يستحق المواطن مرة واحدة في العمر وفي ظل ازمة الكورونا ان يعفى من فاتورة كهرباء واحدة حتى لو جعل لها سقف 30 دينارا من ارباح التأمين ؟؟؟؟!!!!!
أرجو ان نسمع من مسؤولين شركة الكهرباء او الحكومة او اي جهة معنية اجابة حتى ولو كانت سلبية المهم نسمع اجابة وتبريرا ….
الملاحظ في هذا والعجيب الغريب ان الحكومة تريد ان تحريك السوق وتضخ السيولة النقدية لتحريك عجلة الاقتصاد من خلال اموال ودخول المواطنين وتطلب منهم ايضا التكافل والتبرع الى المحتاجين ولكم الجنة اما الحكومة لا تريد المساعدة او دفع شيء للمواطنين يساعد في تحريك السوق , على العكس تقوم بوقف العلاوات عن الموظفين ووقف صرف دعم الخبز للمواطنين والمفترض انه مرصود سابقا للموازنة ( ألم اقل في مقابل سابق ان تحويل صرف دعم الخبز الى وزارة التنمية الاجتماعية هو لتنشيف دم المواطن وعصره وعدم صرف الدعم له اذا امكن وهو الان يحصل سواء بقصد او بدون قصد او مصادفة ) ان الاموال التي تصرفها الحكومة مساعدات للأسر المحتاجة او الذين تقطع سبل عيشهم هي اموال المواطنين في الضمان او اموال التبرعات وهي اموال مواطنين ايضا علما ان هذه الاموال كان يحب ان تكون بين ايدي المواطنين من خلال ممارستهم اعمالهم التجارية او الحرفية قبل الكورونا هذا يعني ان السوق لم يصله اموال جديدة ليتحرك بالعكس فهي ناقصة لان المساعدات هي رمزية لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تحرك سوق .
ان عملية تأجيل اقساط القروض اذا ما استمرت ازمة الكورونا ستؤدي الى تراكم الديون على المواطنين الاعزاء علينا ومن سيضمن ان البنوك لن تضع فوائد على هذا التأجيل بعد عدة سنوات فاغلب القروض مستمرة مع المواطنين حتى الممات وخاصة مع نق الشيوخ ان الاعمار بين الستين والسبعين ونرجو بهذه المناسبة ان تتوقف هذه النغمة ودع الخلق للخالق فهو ادبر به واعلم …
ان اغلب الاموال التي صرفت ذهبت اغلبها باتجاه واحد هي شراء المواد الغذائية وانعشت تجارها اما باقي القطعات فلم يلحقها الا الفتات اذا كان قد لحقها وقرار فرض حظر التجول ادى الى وقف المواطن شراء الملابس والاحذية وبعض الحلويات والتي كان يطمع تجارها تعويض شيئا من الخسارة السابقة والركض واللهاث الى شراء المواد الغذائية والخبز والماء تحوطا لأيام الحظر , مفارقة اريد طرحها لعلها حقيقة ان ارباب الاسر وخاصة ربات البيوت تكوت محتارة في طبخة فطور ذلك اليوم كيف تريدها او ارباب الاسر من التخطيط للوجبة التي سوف تستحق عليهم للأطفال بعد ثلاثة ايام هذا يعني ان رب الاسرة سوف يشتري ما هب ودب امامه وبدون وعي خوفا من وقوع النقص او الخطأ فلذلك لا احد يلومه ولا يسأله عن التباعد الاجتماعي او عن لبس الكمامات , وهذا الحظر ترتب عليه ايضا قتل فرحة الاطفال بعدم شراء ملابس جديدة للعيد الا من رحم ربي والتخفيف من الحلويات والخوف الظاهر والقلق البادي على الاطفال من خلال أسئلتهم _ هل هناك عيديات لنا هذا العيد ام ان العيدية ستكون 50% من المعتاد او لا شيء , البعض يريد امر دفاع ينظم العملية ويفرض على الاهل والاقارب دفع العيدية كاملة اسوة برواتب العاملين في الشركات خوفا من التطنيش وكما طنش البعض عزائم وولائم رمضان للرحم وكما الخوف على العيديات ايضا .
اخيرا , مطالبات المواطنين تقديم مساعدة اضافية على رواتب الموظفين والمتقاعدين ومراعاة باقي المواطنين الذين بدون وظائف , صرف دعم الخبز وتوسيع شريحته وليس تضييقها وعصرها , وعلى كتاب التدخل السريع وبعض النواب الاكارم التوقف عن البكاء والنشيج عن الحكومة فالحكومة ادرى بشعابها وقادرة عن الدفاع عن نفسها وليست قاصرة ومن اراد التقرب عليه ان يخيط بغير هذه المسلة , من يستلم الحكومة والمسؤولية عليه تحملها والقيام بأعبائها خير قيام ويلغي كلمة ما فيش , تماما كما الشاب يريد الزواج فعليه تحمل كافة مصاريف وتبعات البيت والزواج ونتائجه من الاطفال وتوفير حياة كريمة للعائلة والا عليه الصوم الى يوم الدين فانه له وجاء وكذلك الوزارة ومن ارادها …….( كيف لعمر ان يتولى امرنا ويغفل عنا ) ….وكل عام وانتم والوطن بخير ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى