السياسة الميسيّة..

السياسة الميسيّة..

قاسم الزعبي


اليوم وبعد تداول الأخبار حول مغادرة #ميسي لبرشلونة.. فقد تذكرت أنني كنت أضحك كثيرا عندما أرى اثنين من متعصبي الكرة يتداقران ويتدافشان ويتخاصمان عقب مبارة بين #البرشا و #الريال..
ولأن المعلومات الرياضية عندي توقفت أيام مارادونا وباجيو ورونالدو البرازيلي وسكيلاتشي الذي كان عصبيا جدا.. فقد كنت استمع جيدا لهما عندما يتناقشان.. فألحظ أن الجكارة بينهما تدور حول حرفية ميسي او نده اللدود #رونالدو البرتغالي.. فلا يذكران البرشا ولا الريال إلا نادرا.. وكأن كلا الفريقين اختُزلا بشخص ميسي ورونالدو…
ومما يثير العجب أنني سألت أحدهم :مين بتشجع؟ فاجاب :البرشا.. ففاجأته بسؤال سريع:(لو انتقل ميسي لريال مدريد مثلا فمن ستجشع؟ قال ريال مدريد…
عندها أدركت أننا شعوب تقدس الشخوص أيما تقديس.. فلا الأمكنة ولا الازمنة ولا الحوادث تهمنا.. فقط (كارزيما الشخوص) هي مبتغانا…
قبل سنوات كنا قد شهدنا انقلابا في تركيا ضد سيادة الرئيس اردوغان… وقتها تابعنا الحدث بشدة وباستغراب.. ما لفتني حينها أن الجموع الغفيرة التي خرجت ل(تفزع) لاردوغان حملت أعلام تركيا فقط.. ولم أر صورة واحدة لأردوغان رغم خروجهم من أجله ودفاعهم عنه… أيقنت حينها أن نجاح هذا البلد يكمن في تقديسهم للبلد وليس لرئيس البلد…
اليوم. وبعد تسارع الاحداث؛ سياسية كانت او اقتصادية او رياضية… ندرك تماما سر نجاح الدولة الإسلامية بعد موت النبي محمد عليه السلام. فقد كانت عبارة أبي بكر لمعشر المسلمين (من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات) هي إيذان منه ببناء الدولة بعيدا عن تقديس الشخص رغم قداسته أصلا..
ليتنا نقرأ السير.. والأخبار .. ليتنا ندرك أننا لسنا أفضل الشعوب.. ولا أكثرها نقاء ونظافة.. ليتنا نقرّ بأن الأوطان باقية وهم راحلون…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى