السمسار / حسين الشيحان

السمسار

في ثلاثينيات القرن الماضي وفي فلسطين تحديدا وعندما دخلت الوكالة اليهودية إلى أرض فلسطين الشريفة قامت بفتح مكاتب لها في المدن العربية متخصصة بشراء الأراضي الفلسطينية في البداية كان الكثير من العرب يذهبون لبيع الأراضي دون علم بالمخطط الصهيوني المستقبلي للاستيلاء على كامل تراب فلسطين وان شراء الأراضي ما هو إلا موطئ قدم لهم للانطلاق بالبارود نحو بقية الأرض ، ولكن كان لوجود شباب مثقفين واعيين في تلك الفترة عمل على الحد من بيع هذه الأراضي وذلك من خلال المنشورات التوعوية التي كان شباب فلسطين يوزعونها على الفلاحين ،حتى عرف جميع أهل فلسطين بالمخطط الصهيوني الاحتلالي .

فكر اليهود بطريقة جديدة لشراء الأراضي لا تلاقي ممانعة من قبل الفلاحين وبعيدة عن عيون ورقابة شباب فلسطين المثقفين فبحثوا عن اقذر الأشخاص في القرى وطلبوا منهم شراء المزيد من أراضي فلسطين وتسجيلها مبدئيا باسمائهم ثم تفويضها بعد ذلك للوكالة اليهودية ، فانتشر السماسرة بين الحقول يبحثون عن فريستهم ومع ضيق حال الفلاحين وفقرهم اجبروا على بيع أراضي كثيرة للسماسرة عملاء الوكالة اليهودية فيما بعد اقيمت عليها اول الكيبوتسات استعدادا لنزوح يهود اوروبا اليها .

تذكرت المشهد في هذه الأيام مع ما رصدناه من انتشار سماسرة الإنتخابات لشراء ذمم الناس مستغلين ضعفهم وفقرهم وإجبارهم على انتخاب من سيقضي على طموحهم ومستقبلهم في الأعوام اللاحقة ومع محاولات الإعلام ورجال الدين والمنشورات التوعوية إلا أنها كانت محاولات بائسة لوقف بيع الذمم وحسب اعتقادي أن شراء الذمة ليس فقط يدخل في دائرة الفساد وانما يندرج تحت بند الاتجار بالبشر ، اذ كيف تسلب حقا لإنسان اعطي حرية الإختيار وتسيره كما تشاء ؟

مقالات ذات صلة

اعجبتني كلمة لأحد الأصدقاء قال فيها إن من اشتراك بالقليل سيبيعك بالكثير فيما بعد .

وفالج لا تعالج

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى