الزجل اللبناني في خضم ما يجري من احداث جسام ! / د . محمود الحموري

الزجل اللبناني في خضم ما يجري من احداث جسام !

أشار علي الصديق الصدوق والزميل العزيز اللبناني “الدكتور احمد خالد سعد” كتابة نص عن الزجل في لبنان وبلاد الشام عموما، ولما كان الصديق العزيز ما زال يقيم منذ نحو ربع قرن في احدى الدول الخليجة التي تفتقر لدفء الحنان وفيض العواطف المعهودة والموروثة والموصولة في لبنان الأشم، وحرارة اللقاء والود والوداد على مساحة بلاد الشام ادركت ما يختلج في صدر الصديق من ضيق !
فالطريقة الشامية في اللقاء فريدة مرنة، وحميمة ولم يطغى عليها البعد المادي برغم اهميته، وبقي المغنى والشعر الفطري على الذائقة والسليقة الطبيعية والزجل هو لغة العامة، أو بمعنى آخر هو اللغة المحكية، فالزجل هو كلام تتناقله العامة في حياتهم اليومية، وشعر الزجل من روائع الكلام فهو شفاف رقيق يدخل إلى القلب بيسر وسهولة ويتقبله السامع لحلاوة كلماته وشفافيته.
ويتحلى الزجّال {شاعر الزجل} بسرعة بديهته وقوته في الارتجال، والتعبير عن كل ما يعترض حياته من خلال شعره المعبّر. ويتغنى الزجّال للأمجاد وللوطن والطبيعة والجمال وكلماته تحمل الدفء والسحر الذي لا يوجد في غيره، والزجل هو مسرح الحياة اليومية التي نعيشها بجميع قواعدها ، والزجل يتناقله الناس من خلال جلساته وسهراته، فنرى الزجّال يستمع له المئات بل الألوف من الناس وتهتز لكلماته الأجسام وتطرب القلوب والآذان. ويرى جبران خليل جبران أن الزجل مثل باقة من الرياحين قرب رابية من الحطب.
نشأ الزجل في بلاد الأندلس على الأرجح وهو الرأي المعتمد لدى معظم المؤرخين، وعلى رأسهم ابن خلدون إذ يقول في مقدمته: “نشأ الزجل على يد ابن قزمان الذي عاش في أواخر القرن الخامس والسادس للهجرة / ويذكر معه اسم الأعمى التطيلي” ولعل من أوائل الذين نظموا الأزجال هو: سعيد ابن عبد ربه المتوفي سنة 341 للهجرة وهو ابن عم صاحب العقد الفريد، ومن بعده أبو يوسف هارون الرمادي شاعر المنصور الذي كان يسمى أبا جنيس ومن أبرز الزجالين أبو بكر محمد بن عبد الملك ابن قزمان. وانطلاقا مما تقدم يمكننا القول: إن تاريخ الزجل يعود إلى العصر الأندلسي الذي أبدع شعرائه إبداعا رائعا في الزجل ، إلا أن معظم هذه الأزجال قد ضاعت لعدم تدوينها، ويرى القسيس عيسى الهزاز والبطريرك يوسف العاقوري وسواهم أن الزجل انتقل مع الانتقال الموارنة من اللغة السريانية إلى اللغة العربية. ولهذا الشعر أوزانه التي تلتقي مع بعض أوزان الشعر الفصيح فوزن البسيط يستخدم في الشروقي والموال ويستخدم الوافر في القصيد والعتابا ويستخدم بحر الرجز للمعنى. وللزجل أنواع كثيرة ، فهو كوردة تفرعت منها أغصانها ففي كل غصن طعم ولون ورائحة زكية وهذا حال الزجل فمنه: المعنى والموشح والقرادي ومن أمثلة المعنى:
ويعتبر الشعر الزجلي، الشعر الأكثر شعبية في لبنان، أو على الأقل هذه مكانته المفترضة، وهكذا كانت حاله منذ الثلاثينات مع الشعراء المؤسسين مثل شحرور الوادي ورشيد نخلة ومع الجيل الثاني والثالث مثل أنيس فغالي وزعلول الدامور {جوزيف الهاشم} وزين شعيب {أبو علي} ومحمد مصطفى وجان رعد وموسى زغيب وأسعد سعيد وغيرهم.. وتحية طيبة للاخ العزيز احمد سعد ومبشرا” اياه بتفاؤل لا بد منه وهو ما زلنا يا صديقي بخير وما تزال لبنان الزجل والشعر والعروبة المنبعثة من جباله وسهوله وشواطئه بخير رغم نفوذ البترودولار القادم عبر الحدود والخدود والبحر والفضاء والاجواء والانواء ودمت يا صديقي والامة بخير وكل عام وانتم بخير …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى