الذيول

الذيول
رائد عبدالرحمن حجازي

كالمعتاد وفي نهاية يوم اخر من ايام الكد والتعب ها هُم اعضاء مضافة المختار مثقال يجتمعوا كعادتهم ليدلو كل واحد منهم بدلوه ، وفي هذه الليلة الظاهر أن قصص البطولات هي المحور الرئيس .

مثلاً شتيوي (السطلية) يتغنى ببطولاته عندما كان يتاجر بالحلال ما بين ضفتي النهر فقال : بتصدقوا يا جماعة في ليلة من ليالي تشوانين بقيت قايد سبعين راس غنم ومثلهم من البقر وبدي اجلبهن لسوق نابلس واغربت الشمس يومني وصلت للشريعة والمي بقت للرقبة ، فيقاطعه سالم (الدعدورة) قائلاً : ها وشو سويت أكيد فرشت للحلال ونمتوا للصبح تا تنزل المي؟ فيضحك الجميع ويرد عليه شتيوي بغضب قائلاً : إخزي الشيطان يا دعدورة ! فيقاطعهم مثقال قائلاً : هساعيات اسكت يا سالم وخلي شتيوي يتشمل حتشايته . فيستطرد شتيوي وهو واثق من نفسه ويقول : وعند الشريعة حتشيت لحالي وشو بدك تسوي يا شتيوي ؟ واجتني فكرة وخليت كل بقرة تشرب من الشريعة تامنه نزلت المي ، ورتشِّبت على ظهر كل بقرة نعجة وسبحت بيهم للضفة الثانية . ضحك الجميع وهنوا شتيوي بالسلامة .

طبعاً الكل قص قصته إلا أن قصة رسمي (أبو الضباع) فاقت كل القصص , وذلك لهول ما بها من أحداث . فيقول رسمي : بتعرفوا يا جماعة إني بقيت الحق الظبع على موكرته واسحبه من ذيله مثل ما تسحب الشعرة من العجين , بس عاد في يوم وأني لاحق ظبع لموكرته وقفت باب الموكرة وسمعت صوت تقول انه صوت بني آدمين , وارخيت أذاني ولا هو يا طويلين العمر بي ظبع ثاني بالموكرة , وحتشيت لحالي والله واتبحبح يا رسمي اليوم صيدك مظاعف . المهم وأني بتسمّع وبتنصت على الظباع , وتقوملكوا خناقة طويلة عريظة , وصاروا يا طويلين العمار هاظ يوكل من هاظ , وهاظ يوكل من هاظ ، تا منه ما ظلش منهم غير الذيول . هنا قاطعه سالم كالعادة قائلاً : يم ما ظل إشي شيلة بيلة ؟!
فرد عليه رسمي قائلاً : مثل ما بحتشيلكوا هاظ اللي صار .
طبعاً كانت النظرات تتبادل من شخص لآخر وكأنها تقول أي تخنتها يا رسمي .
طبعا احاديثهم كانوا يقصدوا بها الدُعابة والتسلية دون أن يؤذوا احداً .
لكن ما بالكم يا اصدقائي في وقتنا الحالي كل يوم نشاهد ونسمع حكاية الظباع , فهذا يقتل هذا باسم الدين وآخر باسم الوطنية وآخر باسم الأقلية وآخر باسم الإقليمية وآخر لا لشيء وإنما لمجرد القتل إلى أن نقضي على بعضنا البعض حتى الذيول ربما لن تبقى .
#رائد_عبدالرحمن_حجازي

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى