الدين الاسلامي.. منهاج متكامل لبناء الاخلاق والقيم / مادلين الطاهات

الدين الاسلامي.. منهاج متكامل لبناء الاخلاق والقيم

في إطار الحديث عن تغيير المناهج بين معارض ومؤيد… كانت تفاصيل التغيير مجهولة للكثيرين … ولكني بحثت جيدا ووجدت ان هناك بالفعل ايات كثيرة واحاديث وادعية تم حذفها من المناهج ….وتغييرات اخرى غير مبررة… نعم نحن نريد تغيير مناهجنا وتطويرها…. ولكن هل هذا التغيير الذي نريده !!!! شخصيا- انا لست ضد حذف حديث عن القتال في المرحلة الابتدائية… ولكنني توقعت استبداله بايات واحاديث تتحدث عن سماحة الاسلام ومنهجية الاسلام التي تجنح للسلم والتعامل الحسن… لست ضد ان لا نذكر النار لاطفالنا في مراحل مبكرة … ولكن في المقابل ..نحتاج دروسا مكثفة تعلمهم حب الله والسعي لنيل رضاه ….فاذا كنتم وزارة التربية تريدون كما ذكرتكم تعديل المنهاج لمنع الارهاب… وتربية الجيل على الاخلاق الحميدة… فاضيفوا الى مناهجنا خطاب الملك عبدالله الثاني حفظه الله… وهو من اجمل ما سمعت عن تعريف الاسلام … حين قال أمام البرلمان الاوروبي : الاسلام هو الدين الذي يعلمنا احترام الاخرين… وان نحب لغيرنا ما نحب لنفسنا … ونحيي بعضنا بالسلام عليكم كل يوم … فهذا هو الاسلام… دين السلام…… واضيفوا الايات التي تدعو الى بناء الاخلاق والقيم … واضيفوا قوله تعالى : وان جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله.. اضيفوا ايات بر الوالدين … ووصايا لقمان عن الاخلاق والصبر على الشدائد واحساسنا بمراقبة الله لنا في جميع اعمالنا … وايات حق اليتيم … وعدم نهر السائل … وايات تعلمنا ان لا نسب ولا نقذف … وان لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم… ايات الصدق والامانة والتواضع…. والايات التي تحث على العلم والتعلم.. وجميع الايات التي تبني مجتمعا من الاخلاق والقيم… نريد اضافة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم المليئة بامثلة عن الاخلاق وتقبل الاخر واحترامه…. قصة رسول الله مع جاره اليهودي…. وسيرته صلى الله عليه وسلم في تعامله مع كل من اذاه …اين قوله صلى الله عليه وسلم (واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)… و ( انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق) .. وحب الاخرين …والرحمة والرفق بالحيوان …. والتكاتف والتلاحم وفك كربة الاخرين … وغيرها الكثير ….الاسلام هو الدين الذي وضع حقوق الانسان والنوايا الحسنة…قبل القوانين البشرية الوضعية في هذا المجال.. ان في القران الكريم وسنة رسول الله منهجا متكاملا من الاخلاق والقيم التي لو طبقناها لأنشأنا جيلا ابعد ما يكون عن الارهاب…. جيلا يتمتع باخلاق المسلم التي قد نفتقدها في حياتنا اليوم … ونفتقد تطبيقها .. وبموضوعية اتحدث… فان ردود افعال الاغلبية الهجومية على عناوين تغيير المناهج في مواقع التواصل الاجتماعي… كانت تحمل في مجملها الغضب والتكفير واللعن والسب والشتم وحتى الدعاء بالسرطان والموت على من قام بالتغيير …..والحديث عن مؤامرة علمانية… ان هذه الردود الغير اخلاقية على تغيير المناهج… عكست في طياتها ما يثبت أننا نحن من يفصل الدين عن الحياة …. فالدين بات بالنسبة الينا شعارات ورموز وكتب… نمنع اي شخص بالتلاعب بها.. على الرغم من ان حياتنا اليومية … لا تعكس اي من هذه الثوابت والقيم التي نتغنى بها ونرفع شعاراتها… انا لا اعمم… ولكنني اتحدث عن الاغلبية…. هذا يسب وذلك يشتم…ويقذف ويلعن… وذلك يبث الفتن واخر يكذب.. لا نقبل الاخر ولا نستطيع ان نحاور بادب … ولا نحترم الاخر …. فكيف سينشأ جيل يطبق الاسلام… نصلي ونهتف باسم الاسلام … ثم ننطلق الى حياة لا تطبيق فيها لاخلاق الاسلام… ونحمل المسؤلية كاملة لوزارة التربية وقد نسينا باننا قدوة اطفالنا الاولى … وبأن البيت هو المدرسة الاولى … نجلس مع اطفالنا ساعات لمشاهدة مسلسلات لا تمثل قيمنا واخلاقنا التي نرفعها…ونترك اطفالنا امام الانترنت دون مراقبة ومتابعة…. ثم نطالب بمقاطعة المدارس لتغيير المناهج… واكثر ما اغضبنا في تغيير المناهج هو الحجاب واللحية واسم فاطمة او محمد …فهي الرموز التي نقدسها … ولكن أثرها لا ينعكس في سلوكنا .. فلنقف لبرهة مع أنفسنا ونعترف … نحن نحتاج تغييرا شاملا… لمناهجنا القديمة والجديدة…ولمنهجية تفكيرنا … لالفاظنا وسلوكنا وتعاملنا… وحتى نوايانا … حتى لا نكون نحن من يطبق العلمانية في مواطن ثم نؤمن في مواطن اخرى….

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى