#الدور_الأردني الثابت تجاه #القضية_الفلسطينية
#خوله_كامل_الكردي
لا شك أن الدولة الأردنية تسعى بكل طاقتها لتحافظ على المكانة السياسية والدبلوماسية التي رسختها على المستوى الإقليمي والدولي والعالمي، ولا شك أن الدور الأردني من الأهمية بمكان لإبراز أجندته العربية في الأحداث السياسية والاقتصادية المستجدة على الساحة الدولية، ولا يخفى على أي مطلع التحديات التي يواجهها الأردن عديدة ومتشعبة، فالقضايا العربية من أهم أولوياته وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي ما انفكت الدولة الأردنية تدافع عنها وتنافح عن حقوق الشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في تقرير مصيره وحق اللاجئين في العودة، والتمسك بالوصاية الأردنية الهاشمية على المسجد الأقصى والأوقاف الإسلامية والمسيحية.
ومع تزايد الاعتداءات الإسرائيلية على المدينة المقدسة وأهلها، ومحاولة تمرير المخطط الإسرائيلي لتهويد القدس وهدم منازل المقدسيين ونزع أخرى بالقوة، تظل السياسة الأردنية السد المنيع في وجه تلك المخططات الرامية إلى طرد سكان القدس، تمهيداً لجعلها عاصمة الدولة اليهودية ونزع الهوية العربية والإسلامية عنها لبناء الهيكل المزعوم!!
من هنا يبرز الدور الأردني الثابت والرصين الرافض لكل تلك الإجراءات ومخاطبة الإعلام الدولي والعالمي لكبح جماح الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة المتواصلة على مدينة القدس والأقصى، محاولة بشتى الوسائل المتاحة إلى منع التوسع الاستيطاني في الأحياء والمدن العربية، وحث دول العالم خاصة ذات الثقل السياسي المؤثر في العالم على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. فالدبلوماسية الأردنية الحكيمة النابعة من فهم عميق للسياسة الخارجية، تعد من أقوى الوسائل التي ينتهجها الأردن لحشد المجتمع الدولي لاستنكار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الأراضي الفلسطينية، والقيام بالخطوات السياسية والدبلوماسية اللازمة لوقف تلك الاعتداءات ودفع الدول الداعمة لإسرائيل استنكار السلوك الإسرائيلي والعمل على وقفه، والذي من شأنه تدمير عملية السلام المتعثرة أصلاً منذ بداية اتفاق أوسلو، و الذي لم تنفذ منه شيئاً الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة!
الرؤية الأردنية الثاقبة تجاه القضية الفلسطينية، انبجست من دراية عميقة ومتجذرة تعايشت فيها الدولة الأردنية مع تلك القضية نحو أكثر من خمسين عاماً، ما انفكت فيها الحكومات الاردنية المتتابعة تبرز للعالم المآسي التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الاحتلال الإسرائيلي، وضرورة منحه الحق في العيش على أرضه وأرض أجداده واعطاؤه جميع حقوقه التي نصت عليها القوانين الدولية وميثاق إعلان الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، وتمكين الشعب الفلسطيني في الداخل من ممارسة حياته بشكل طبيعي من دون حواجز ، وإطلاق الأسرى الذين يعانون من نقص الرعاية الصحية والإنسانية على مدى سنوات طويلة.