الخطوط الحمراء في الأردن ما أكثرها / أ. د أنيس خصاونة

الخطوط الحمراء في الأردن ما أكثرها
الأستاذ الدكتور أنيس خصاونة
قضية الخطوط الحمراء في الأردن قضية محيرة حيث يستخدم المصطلح للإشارة الى الصرامة والحزم والجدية في وضع نهاية أو حدا للنقاش أو التمادي في امتهان أو إهانة أو انتهاك حدود يعتقد بأنه ينبغي أن لا يتم تجاوزها تماما كأنها حدود الله التي أنزلها في القرآن الكريم. المشكلة أن الكلام عن الخطوط الحمراء هو مجرد كلام وأحيانا “منفخة”Bluffing) )وتهديد لا يتم متابعته ولا الالتزام به ولا معاقبة من يتجاوز الخط الأحمر لدرجة أصبح الخط الأحمر أضحوكة ومثار للسخرية والتندر من قبل العامة والخاصة .
رئيس الحكومة يقول أن الوحدة الوطنية خط أحمر، ووزير الصناعة يقول أن الاقتصاد الأردني خط أحمر، ووزير المالية يقول أن إحتياطات الأمان من العملات الأجنبية في البنك المركزي خط أحمر، ووزير الطاقة يؤكد أن موضوع الطاقة في الأردن خط أحمر، ووزير الداخلية يقول بأن الأمن والأمان خط أحمر .لم أسمع أحد من المسؤولين من قمة النظام الى كافة المستويات يتحدث عن كرامة المواطن الأردني كخط أحمر.
لقد ألفنا أن المواطن في الدول المحترمة هو الخط الأحمر وأن الإساءة إليه من قبل أي موظف أو وزير قد يترتب عليها الإطاحة بهذا الموظف وإجباره على الاستقالة نظرا للرمزية التي تمثلها هذه الإساءة لكرامة المواطنين جميعا.
قولوا لي بالله عليكم ألم يتم الإساءة للمواطن الأردني برفع الأسعار واضطراره لاختصار وجبات أبناءه؟
ألم يتم الإساءة للمواطن الأردني عندما يفلت الفاسدون أمثال وليد الكردي وغيره من العقاب؟
ألم يتم الإساءة للمواطن عندما يتم اعتقال الناس بتهم إطالة اللسان وقدح المقامات العليا؟ ألم يتم الإساءة للمواطن عندما يتم تعيين عميد كلية في جامعة رسمية ممن ثبتت عليه واقعة الرشوة من أحد طلبته وتمت إدانته؟
ألم يتم الإساءة لكرامة المواطن عندما يطلب من المواطن أن يلبس لباس التقوى بدلا من الاحتجاج على ارتفاع أسعار الملابس؟
ألم يتم الإساءة للمواطن عندما ذهب دم الشرطي السياحي ابراهيم الجراح هدرا ولم يتم حتى التحقيق مع الوفد السياحي الذي كان يرافقه؟
ألم يتم الإساءة للمواطن عندما يتم تكييف وتدفئة المؤسسات الحكومية في الوقت الذي يتم فيه رفع سعر الكهرباء على المواطنين في الشونة وبريقا ونتل والنعيمة وأدر وغرندل؟ كفى خطوط حمراء فالخطوط لم تعد خطوط والأحمر لم يعد أحمر فقد أسأتم للمواطن الأردني وتسببتم له بالهوان وعمى الألوان وفقدان الكرامة والاتزان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ليس الى هذا الحد يا دكتور. لا يزال المواطن الأردني يستحق اكثر من هذا الامتهان. لقد استأنس المواطن الأردني بالمذلة و بررها لنفسه من خلال انه يقبل بالمذلة حتى يحافظ على مقدرات الوطن و ان لا نصبح مثل سوريا. فهنيئاً للفاسدين بهذا المواطن

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى