(زنقة زنقة).. مسرحية ترصد حراك الشارع العربي كوميديا

عمان – جمال عياد – يلتقي عشاق المسرح يوميا ضمن الأمسيات الرمضانية لمسرح عمون في العبدلي مع أحداث الاستعراض الفني لمسرحية «زنقة زنقة» من تأليف عايد يانس، وإخراج مازن عجاوي التي قدمت أول من أمس برعاية نائب أمين عمان الكبرى هيثم جوينات.
تتناولت المسرحية في مجرياتها تداعيات ثورات الربيع العربي في مجتمعاتها، راصدة الملامح الجديدة لمستقبل انزياحات الحدود في الأقطار العربية من خلال الخارطة الظاهرة في عمق المسرح والمذيلة بعنوان خارطة (الشرق الأوسط الجديد)، وتبرز فيها التضاريس الجديدة للسودان، والتضاريس المتوقعة للأقطار العربية الأخرى.
تطرح لغة المسرحية بإسلوب القطع والمونتاج التلفزيوني، كما ويجيء الربط بين المشاهد واللوحات ليس بترابط متسلسل للأحداث، وإنما بالمعنى العام لهذا العرض الذي لا يخلو التعبير فيه من الكوميديا الساخرة.
الأحداث تندفع إلى الأمام، بواسطة رصد محطة تلفزيونية لمواقع المظاهرات والاحتجاجات في العواصم العربية، وبخاصة في تبيان العوامل الرئيسة في كل حراك شعبي معتبرة بأن أبطال هذه الحراكات هم أنفسهم الشعوب العربية التائقة الى التحرر، ورائدهم الشاب المثقف محمد بوعزيزي، الذي أشعل هذه الثورات بالنار التي أحرق نفسه بها احتجاجا على الاستبداد السياسي، والاجتماعي في بلاده، كما وتظهرفي سياق المشاهد الرؤساء المخلوعين في ليبيا، وتونس، ومصر، بمظهر كاريكاتيري.
لم تبخل الرؤية الإخراجية في التركيز على تناول شخصية معمر القذافي، كنموذج للزعامة العربية في النظام العربي الرسمي لجهة تمسكه بكرسي الحكم بأي طريقة كانت، حتى ولو جاء ذلك على حساب تدمير وقتل شعبه، وبلاده، ورهن مقدراتها لأطماع دول الشمال الصناعية.
جاء استعراض الوضع في سوريا، عبر مشاهد من باب الحارة، استهلت بأغنية الشارة في المسلسل إياه (.. والخاين يا ويله من الله)، وذلك بعد إجراء تعديلات على مجرياتها، تأخذ بعين الاعتبار التطورات الجديدة في المدن السورية، إلى أن تنتهي هذه المشاهد بلوحة حركية لمجموع الممثلين، بمرافقة أغنية صباح فخري الشهيرة (يا ربة الوجه الصبوح..).
ختام العرض رصد حال المسيرات والاحتجاجات الشعبية المحلية التي تظهر أيام الجمع، حيث استعرضت حوارات شخوص المواطنين مستلزمات المظاهرات؛ «القنوة»، و»العلم»، «وسكر فضي»، و»العصي التي تحمل اليافطات» وتتحول لا حقا لأدوات للضرب على الرؤوس»، إلا أن طرح مفهوم الأمن والأمان والرخاء الذي يعيشه المواطن، بحسب الحوارات جاء مباشرا، خارج سياق إيقاع العرض المسرحي.
ما لفت النظر في بناء المسرحية، استعادة أغنية (هذه أمة فارطة ليس لها وجود على الخارطة…)، التي تؤديها شخصية القذافي، من إحدى مسرحيات هشام يانس السابقة.
منتج المسرحية محمد ختاتنة، صاحب مسرح عمون، قال عن المسرحية: مانزال نسعى للإسهام في نهوض المسرح الأردني، وترسيخ ثقافته عبر هذا النوع من المسرح المختلف عن غيره من حيث طروحاته، كل ذلك رغم العجز الذي نعيشه مسرحيا وثقافيا.
واشار إلى أن الأسرة الاردنية تفتقر إلى الثقافة المسرحية، ومن هذا الواقع ننطلق في التواصل في انتاج المسرح، من كوننا المسرح اليومي الخاص الوحيد المتبقي، رغم ظروفنا العصيبة.
بعد العرض التقت «الرأي» الزميل الكاتب مفلح العدوان، الذي قال بأن حال المسرح اليومي عموما في تراجع مستمر، لعدم وجود الدعم، وقصور الثقافة المجتمعية في التعامل مع المسرح.
ودعا إلى ضرورة إيجاد آليات لتعزيز دور المسرح، وبشكل مؤسسي، ومنوها بأهمية دور المسرح اليومي نفسه في إيجاد آليات واقعية للترويج عن نفسه، ولم يهمل دور نقابة الفنانين في تعزيز وجود هذا المسرح.
ينهض بأداء مختلف الأدوار: عايد يانس، نزار الشريف، رنا سليمان، احلام عبدالله،كاترين الوسوف، باسم خليل، وحمزة الحراسيس.

أ.ر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى