تحقيق صحفي للزميلة فرح عوض بعنوان … على الهامش

سواليف – خاص
على الهامش
فئة مهمّشة تشكّل نسبة قليلة الى المجتمع الأردني ” أطفال صعوبات التعلّم ” وأين يؤول بهم الحال في ظلّ الظروف الصعبة التي يواجهونها ؟! وأين سيستقر بهم المصير؟
صعوبات التعلّم بشكل عام هي التحدّيات التي يواجهها الأطفال في المجالات الأكاديميّة كالقراءة والكتابة والحساب ، والمجالات الإنمائيّة كالإنتباه والتركيز والإدراك ، وبعضهم من يمتلك الموهبة والذكاء ولكن يعاني من إعاقة عقليّة خفيفة أو متوسطة. وهم فئة نادرة تظهر لديهم هذه المشكلة بسبب البيئة النفسية المحيطة بهم ، كطلاق الأبوين والمشاكل النفسية والحروب .
يتم التعامل معهم والتّحسين من قدراتهم عن طريق مراكز خاصة أو غرف مخصصة في المدارس وتسمى بغرف المصادر ولكن بعض المدارس الخاصة لا تتقبّل تأسيس هذه الغرف باعتبارها دخيلة ، شيء جديد لا تريد تجربته والبعض الآخر يصل قسطها من 800 إلى 1000 دينار ، وأغلبها في المدارس الحكومية يتم تحويلها إلى غرف ألعاب للهو أو إلى مستودعات ، وتفتقر هذه المراكز وغرف المصادر إلى الإمكانيات التي تدعم منهجيّة التعليم الخاصة بهؤلاء الأطفال وأحيانا تعاني من إنعدامها .
لذلك قامت مجموعة من المختصّين بتأسيس جمعية “أخصائي التربية الخاصّة الخيريّة” لتبنّي هؤلاء الأطفال تعليميّا عبر جمع التبرّعات الخيريّة عن طريق إعطاء دورات للمعلّمين وغير ذلك.
ومن أعضاء هذه الجمعيّة ” جُمان عبدالرّحمن شقبوعة ” الحاصلة على بكالوريوس تربية خاصّة وماجستير قياس وتقويم من الجامعة الأردنيّة وهي مؤلفة دليل أخصّائي صعوبات التعلّم ، وقد أفادتنا في حديثنا معها بالآتي :
” في البداية تخرّجت بتقدير إمتياز ، وتميزت أكثر في الميداني ، لديّ خبرة ستّ سنوات في هذا المجال ، تعاملت مع كثير من الطلّاب منهم من كنت أواجه صعوبة بالغة معهم وخصوصا ممن يعانون من قلة التركيز والنسيان ولكن في المقابل هنالك حالات تعاملت معها ومنها طفل مصاب بالتّوحد وانتهيت معه خلال سنة بنتائج إيجابيّة حيث أصبح يعرف القراءة والكتابة والحسابات البسيطة .
من الأسباب التي دفعتني للمشاركة في تأسيس جمعية أخصائي التربية الخاصّة الخيريّة، أولا توقّف تعيين أخصائي التربية الخاصة في المدارس وأصبح يستبدل بهم بمعلمي مواد مدرسيّة أخرى ومعظمهم قليلو الكفاءة وقد قدّمت اقتراحات للحكومة على هذا القرار ولم أستقبل ردّا ، ثانيا صدر قرار منذ شهر لم ينفّذ بعد وهو إغلاق المراكز الإيوائية “تختص بالأطفال الذين لا يملكون عائلة كالأيتام او الذين يقطنون أهلهم في الخارج” دون شروط .
ونحن أخصائي التربية الخاصة نعاني من انخفاض حد الرّواتب حيث أن بعض المراكز تعطي 190 دينار فقط على الرغم من الجهد الذي نبذله والضغوطات التي نتعرض لها ، ومن التحديات التي نواجهها حاليا في الجمعيّة أن أغلب المؤوسّسين شباب غير مقتدرين ماديّا نصرف من دخلنا الخاص، طلبنا الدعم من جهات مختلفة ولم نتلقّى شيء ، ظهرت مع ” كفاح مرعي ” وتكلمت عن كل هذه المشاكل ، لم يكن وقتها قرار إغلاق المراكز الإيوائية قد صدر ، وأيضا لم أتلقّى أي رد على ذلك.
حاليّا اتخذنا مقر للجمعيّة ولكنّنا نريد من يدعمنا ويسمع صوتنا لأجل هؤلاء الأطفال والمختصين أيضا الذين بدؤوا بالهجرة إلى الخارج وأغلبهم من هم ذو كفاءة. ”
وكل هذا مردوده على هؤلاء الأطفال المهمشين عدا عن ما يتعرّضون له من قبل المجتمع ، من استهزاء أصحابهم وزملائهم بهم وقمع من بعض المعلمين وعدم تقبّل بعضهم من قبل أهلهم ، فإمّا يتم إلغاء قرار عدم تعيين مختصي التربية الخاصة أو إلغاء تخصص التربيه الخاصة و إنكار حياة هؤلاء الأطفال .
وإذا ما حصل تغيير على شيء على الأقل .. دعم الجمعيّات المعنيّة كهذه ولو بكلمة!

فرح عوض
بإشراف المختصة جُمان شقبوعة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حقيقة كلام رائع ، ويجب أن يصل لأعلى مسؤول في وزارة التربية والتعليم و وزارة التنمية الاجتماعية ، لان فئة الاطفال هم شباب المستقبل وهم الفئة المستهدفة في التنمية في جميع مراحلها .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى