التوجيهي الى أين؟
الدكتور كمال الزغول
إن التعليم في السنة الأخيرة صعد منحنى بنتائج الثانوية العامة الى حدود المئة بسبب الظروف الحالية التي صاحبت جائحة كورونا ،ثم ظهر ما يسمى التعليم عن بعد وانحصر دور المنصة بالدور التلقيني الذي أفنى الدور التفاعلي لاستنهاض العقل ،فالعين اصبحت تنظر للعلامة على انها مفتاح الحياة وليس للابداع على انها مقدمة التقدم والإزدهار .
الفروق التي ظهرت، صعود كبير في علامات التوجيهي وهبوط في التأسيس في المراحل التي تسبقه ،وهذا حتما سيحدث فجوة كبيرة في نوعية الطالب الذي سيدخل المرحلة الجامعية مستقبلا ،مما لا يدع مجالا للشك أن ما يسمى ابداعا سيكون معدوما، لأن القاعدة التي انطلق منها هشة جدا ، وبالتالي الانتاج البشري المحكم للمجتمع سيكون محاطا بأخطار الفشل، بسبب غياب المعلم كنموذج حاضر وغياب المؤسسة التعليمية (المدرسة) كنموذج جامع .
جاءت قرارات الاغلاق للمدارس سليمة في بعضها وعقيمة في بعضها الآخر، فمثلا القرارات حول اغلاق المراكز الثقافية كانت بدون دراسة ،وكان بالإمكان استبدالها بقرارات تنظمها لا أن تغلقها ،وذلك بتقليل عدد المتلقين من الطلاب وفرض وسائل التباعد الجسدي عليهم، ناهيك عن الاتفاق مع القطاع الخاص من المدارس واعلان خصم ١٥% من الرسوم للملتزمين ،الصيغة التي صاغتها المدارس الخاصة وليس الحكومة بدون سماع مطالب الأهالي، فياحبذا لو كان مجموعة من الاهالي حاضرين لمناقشة هكذا قرار مجحف بحقهم !!!.
نعود للتوجيهي الذي تبخر “من بعد قوة انكاثا” وهو محور الحديث، ونسأل وزارة التربية والتعليم عدة أسئلة: لماذا لا يعود طلاب التوجيهي الى مدارسهم كون عددهم قليل ويتم توزيعهم داخل القاعات الصفية بطريقة تتناسب مع الحاجة لذلك في ظل الوضع الوبائي؟ ما المانع أن تفتح المدارس للتوجيهي فقط للمباحث الثلاثة: الرياضيات ،والفيزياء ،واللغة الانجليزية بالإضافة للكيمياء وتوزيعها على أيام الاسبوع؟ ، ما الضير في فتح المراكز الثقافية باعداد قليلة؟ يجب أن لا تتعقد الامور بهذه الطريقة المذهلة من الجمود ،فالتحرك اصبح من واجب وزارة التربية والتعليم قبل غيرها، فالحياة يجب ان تستمر ولا تتوقف بقرار افتراضي غير مثبت ،فقرار الأمم السليم هو استمراريتها لتجنب فنائها ،فأحيانا تحيا الأمم بقرار، وتموت بآخر،ومن حقنا أن نسأل الوزارة كأهالي : التوجيهي الى أين؟!!.