التعيين الخاطئ في مناصب الدولة

التعيين الخاطئ في مناصب الدولة
موسى العدوان

عندما يعين الوزير في موقع مغاير لتخصصه في الحكومة، كما يفعل عادة رؤساء الحكومات الأردنية، فأعتقد أن العمل سيتعثر ولن يتقدم أبدا.
والغريب أن الوزير الذي يحمل تخصصا في الصحافة والإعلام مثلا، يعين وزيرا للزراعة، فالوزير يرحب بالمنصب ولا يعترض بأن هذا بعيدا عن تخصصه. وعندما يعين وزيرا يحمل تخصصا في الهندسة الميكانيكية وزيرا للإعلام وناطقا باسم الحكومة، يرحب بذلك ولا يعترض بأن هذا مخالف لتخصصه.
أما في البيئة العسكرية فالأمر مختلف تماما، إذ يجب أن يعين الضابط ضمن تخصه.
وأذكر أنه في أواخر عقد الستينات الماضي، عين العميد الركن مشاة صالح عبد الغني حجازي قائدا للواء المدرع 40، وهو من أكفأ ضباط القوات المسلحة، وكان من أوائل الضباط الأردنيين، الذين تخرجوا من كلية الأركان البريطانية / كامبرلي الشهيرة.
ولكن خلال شهر تقدم إلى القائد العام بطلب نقله لقيادة لواء مشاة. وعندما سأله القائد العام عن سبب تقديمه هذا الطلب، علما بأن كثيرون يتمنون أن يقودوا هذا اللواء، أجاب : بأنه لا يعرف فنيات هذا السلاح، وعندما يزور وحداته، يجد الضباط الصغار وضباط الصف يفهون بفنياته وتكتيكاته أكثر منه. ولهذا فهو يفضل أن يعين ضمن اختصاصه في لواء مشاة، لأن أداؤه سيكون أكثر فائدة للقوات المسلحة، وهكذا كان.
وفي حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم، جاءه أعرابي فقال: متى الساعة ؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم: سمع ما قال فكره ما قال. وقال بعضهم: بل لم يسمع.
حتى إذا قضى حديثه قال : ( أين السائل عن الساعة ). قال: ها أنا يا رسول الله. قال: (فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة). قال كيف إضاعتها ؟ قال: (إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).

  • فهل تقتنع حكومات هارفرد بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب ؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى