التعليم مرة اخرى

#التعليم مرة اخرى / د. #معن علي #المقابلة

بدأت وزارة التربية والتعليم في منتصف العقد الاول من هذا القرن بابتعاث طلاب للجامعات الاردنية لدراسة بعض التخصصات كالرياضيات والاحصاء والفيزياء والتاريخ والجغرافيا لنقص في كوادر الوزارة، وكذلك توقع الوزارة ان هذه التخصصات ستصبح من التخصصات النادرة نتيجة عدم الاقبال على مهنة التعليم، فهذه المهنة اصبحت مهنة طاردة، ومما اثار استغرابي حينها وقد كنت بالقسم الذي ينظم هذه الابتعاثات ان البعثات كانت للذكور والاناث، فكان منطقياً ان نبتعث الذكور للنقص الموجود حينها والمتوقع بعد عقد او عقدين، وهذا ما حدث، لكن الغير مبرر كان ابتعاث اناث وديوان الخدمة المدنية كان يزدحم بطلبات الاناث وبجميع التخصصات، فاصبحنا نتندر ان هناك في كوادر الوزارة من لهم بنات يريدون الاستفادة من هذه البعثات والتعيين بشكل مباشر، وعليه يصيدون عصفورين بحجر واحد، الدراسة المجانية والتعيين المباشر، تم ايقاف ابتعاث الاناث بعد فترة.
طبعاً كان الابتعاث مجزياً رسوم مدفوعة طيلة سنوات الدراسة ومخصصات شهرية خمسة وثلاثين ديناراً، وبدل كتب سنوياً، وكانت فكرة ممتازة استطاعت الوزارة ان تتغلب على هذه المعضلة وهو النقص في بعض التخصصات وخاصة من الذكور.
سؤالي للوزارة لماذا لا تبدأ بالابتعاث بهذه التخصصات وجميع التخصصات التي تعاني من نقص فيها او متوقع ان تعاني في السنوات القادمة؟
وكذلك، لماذا لا تستفيد من مكرمة المعلمين؟
هذه المكرمة التي اصبح الحد الادني للقبول فيها لا ينزل عن معدل ٨٧٪؜ في بعض المحافظات.
لكن من الواضح ان اولوية التعليم تاتي في قاع سلم الاولويات، طبعاً اذا اضفنا النقص الحاد بالمدارس الذي يؤدي الى هذا الاكتظاظ المرعب في الصفوف، والنقص ليس بالكوادر فحسب بل بالاثاث بمختلف اصنافه، المرتبط بالاثاث العادي المقاعد والطاولات والمختبرات بجميع انواعها، (مختبرات العلوم والحاسوب واللغات) والملاعب…الخ
وهنا يحق ان نطرح السؤال الاتي، بناءً على ما تقدم لماذا هذا الانفاق السخي على الامن والجيش؟ فالأردن الرابع عالميا على الانفاق العسكري مقارنه بالناتج القومي اذ بلغ ٥٪؜ من الناتج القومي، بينما لم يتعد ٣.٥٪؜ للتعليم، طبعاً بعد توقيع معاهدة وادي عربة يفترض اننا اصبحنا بلا اعداء، وبالتالي يجب ان يذهب جزء كبير من موازنة الدفاع للقطاعات الاخرى ومنها التعليم، الا اننا نرى ان التعليم قبل وادي عربة كان افضل بكثير منه بعد وادي عربية وهذا ينطبق على جميع القطاعات، فجاءت وعوود عرابي وادي عربة بان “السلام”الموعود سيدر لبناً وعسلاً على المواطنين خداع لتمريرها لا اكثر ولا اقل.
اخيراً وليس آخراً؛ حسب وحهة نظري ان التغلب على النقص الحاد بالمعلمين وفي حلول سريعة اولاً:-اعادة الابتعاث خاصة للذكور، ثانياً:- تأنيث التعليم في المرحلة الاساسية الدنيا اي من الصف الاول الاساسي الى الصف السادس الاساسي، والمقصود بالتأنيث ان يصبح التعليم في هذه المرحلة مختلطاً والكادر التعليمي من الاناث ويذلك نضرب عصفورين بحجر واحد نتخلص من النقص في المعلمين ونحل جزء من البطالة بين الاناث.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى