التاريخ يعيد نفسه / محمد ابو حسين

التاريخ يعيد نفسه

لكي تستقر بغداد وتبدأ مسيرة حقبة جديدة فيها من نظام الحكم لا بد من ضمان استقرار دمشق فهي نقطة الارتكاز لقيام حضارة جديدة في المنطقة متوافقة مع الكيان الفارسي.
كان لوجود صدام اكبر الاثر في نفوس الشيعة مما جعلهم يستعينون بقوى خارجية تعمل على اضعاف قوته والتي كانت رمزاً لقوة السنّة في المنطقة وتم بالنهاية الاطاحة بهذه القوة واليوم نرى كيف كل الحروب موجهة للقضاء على النسبة الاكبر من التواجد السني للبدء بالحقبة الجديدة التي تمثل اليوم دمشق عاصمة لها.
وعقب استقرار بغداد سوف يتم نقل العاصمة إليها بعد ضمان انتهاء المقاومة في الانبار التي تمثل وجود سني كبير.
كل ذلك سوف يدعم عودة حكم فاطمي جديد للقاهرة يناهض الازهر ويضعف القوة الاسلامية وتعتمد في وجودها ايضا على دمشق وبغداد فتظهر قوة جديدة بالمنطقة تمثل قطباً معاكس لتركيا والسعودية.
ولضمان عدم حصول السعودية وتركيا على دعم دول المغرب العربي، سوف تفقد تونس استقرارها وتستعين بالجزائر والمغرب غالباً لمحاولة اعادة هذا الاستقرار فتصبح هناك انقسامات ونزاعات تعمل على اضعاف تواجد الحكم الاسلامي هناك وامتداد موجة الخراب الحاصلة في ليبيا لباقي الدول المجاورة وربما يتم الحفاظ على النظام الملكي بالمغرب لكي تبقى شبه الجزيرة الأيبيرية بأمان.
بالتزامن مع كل ذلك سوف تزداد الاطماع التركية ويبدأ حلم عودة الدولة العثمانية فتحاول العودة مجدداً لاحتلال بلاد الشام والحجّة هنا هي عداءها للحكم الجديد في دمشق الممتد من بغداد وتبدأ كارثة جديدة لاستنفاذ ما تبقى.

وجهة نظر فقط فالتاريخ يعيد نفسه

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى