البيان الخماسي الغربي و دموع التماسيح / مهند أبو فلاح

 ” البيان الخماسي الغربي و دموع التماسيح

مهند أبو فلاح

أصدرت خمسة دول غربية في الخامس عشر من شهر آذار / مارس الحالي بيانا شديد اللهجة نددت من خلاله بما وصفته بالهجوم الوحشي للنظام السوري على شعبه و بمعاونيه و مساعديه و على رأسهم كل من روسيا و ايران و مقارنة إياه بما يحدث في أوكرانيا حاليا .

البيان الغربي الذي جاء بمناسبة الذكرى السنوية الحادية عشر لاندلاع الثورة السورية ضد النظام الحاكم في دمشق الفيحاء و الذي أشتركت في إصداره كل من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا و ألمانيا و إيطاليا لم يحمل في طياته جديدا سوى المزيد من ذر الرماد في العيون و ذرف دموع التماسيح على شعب عربي اصيل عانى الأمرين من ازدواجية المعايير الدولية في التعامل مع قضيته العادلة على غرار ما حدث من قبل مع شعبنا العربي في فلسطين السليبة .

مقالات ذات صلة

الغرب الذي يتباكى على مأساة أشقائنا في القطر السوري هو ذاته الذي أحجم عن تقديم ابسط انواع السلاح المضاد للطائرات للثوار في سورية لمواجهة الغارات الجوية العنيفة التي تعرض لها على منذ قرار الكرملين في موسكو التدخل بالحرب السورية لصالح النظام الأسدي عام ٢٠١٤ .

الأدهى والأمر من إحجام الغرب عن تزويد الثورة السورية بالسلاح النوعي المؤثر في ميدان الصراع المسلح الدامي هو أن هذه الدول الغربية ذاتها و هي تسعى اليوم إلى عزل روسيا أحد أبرز داعمي نظام الرئيس بشّار الأسد واستدراجها إلى حرب استنزاف طويلة الأمد في أوكرانيا تمد يدها إلى حليفه الآخر ممثلا في نظام الملالي في طهران لإحياء الاتفاق النووي معه المبرم في ٢٠١٥ و رفع العقوبات عنه بما يتيح الفرصة لسدنة ولاية الفقيه في إيران لإعادة تمويل الميليشيات الشيعية الطائفية في كل من العراق و لبنان و ارسال المزيد من المقاتلين الى سورية لمواصلة قمع شعبها و توفير البديل للقوات الروسية على الأرض في حال استمرار انشغالها بالحرب الأوكرانية .

إن نفاق الغرب تجاه الشعب السوري لا يقل سوءً عن نظيره لدى النظام الرسمي العربي المتصهين الذي يحاول إعادة تأهيل النظام الحاكم في دمشق و إعادته إلى حظيرته بحجة إنهاء معاناة الشعب السوري المستمرة في حقيقة الأمر منذ عقود طوال و ليس منذ اندلاع ثورته في العام ٢٠١١ ، و هي معاناة لن تتوقف إلا بحلول الديمقراطية الحقيقية ليس في سورية فحسب بل في سائر أنحاء الوطن العربي الكبير من محيطه إلى خليجه و القضاء على جذور التجزئة الإقليمية القُطرية و الاستبداد .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى