البطاينة .. أنا فزعٌ مما تخبئه لنا الأيام القادمة .. وهناك من يستخف بعقولنا

سواليف
كتب النائب السابق سليم البطاينة مقالا نشر في موقع رأي اليوم الالكتروني تحت عنوان ” مخاوف الأردنيين القادمة ” ، تحدث فيه عمّا يمكن أن تخبئه الأيام القادمة للأردن والأردنيين خاصة بعد الإعلان عن صفقة القرن ، كما تحدث عن أن الأردن امام تغير سَيَطال المشهد السياسي والاجتماعي وهيكل الدولة القادم.
وأضاف في المقال : أنا فزع مما تخبئه لنا الأيام القادمة ، فعلى ما يبدو انها تخبىء ما لا تظهره وما لا نرتجيه والذي نرتجيه قد يحصل عكس ما نُحب ان يكون فاللأسف فحتى الآن ما زال هناك من يستخف في عقولنا ويعمل جاهداً على تحويلنا من فاعلين إلى مفعول بِنَا ، ويريد منا أن نعيش خارج التاريخ والجغرافيا فالاردنيون لم يعد يشغلهم اليوم ركوب قارب النجاة ،
وتاليا نص المقال كاملا :

لا اعتقد حتى هذه اللحظة أن أحد يستطيع ان يتنبأ بعد اعلان صفقة القرن إلى اين تسير الأمور ، وهل من الممكن ان نتصور بعضًا من السيناريوهات الممكنة القادمة ، علماً بأن كثيراً من النخب السياسية والفاعلين الرئيسين ليس لديهم تصور صحيح أو حتى معلومات متوفرة بين أيديهم ففي غضون أيّام قليلة انقلبت الأجواء السياسية داخل الأردن وخارجه بحيث أصبح الأردن على صفيح ساخن فالأحداث التي تجري حوله بعلمه أو بدون علمه ليست ببعيدة عن واقع جديد بدأ يتشكل في الأردن واقع مليء بالأحداث المتسارعة والمفاجئة فبعض من الدلائل والمؤشرات صدرت في أوراق خاصة تدل على أننا امام تغير سَيَطال المشهد السياسي والاجتماعي وهيكل الدولة القادم.
فأنا للحقيقة فزع مما تخبئه لنا الأيام القادمة ، فعلى ما يبدو انها تخبىء ما لا تظهره وما لا نرتجيه والذي نرتجيه قد يحصل عكس ما نُحب ان يكون فاللأسف فحتى الآن ما زال هناك من يستخف في عقولنا ويعمل جاهداً على تحويلنا من فاعلين إلى مفعول بِنَا ، ويريد منا أن نعيش خارج التاريخ والجغرافيا فالاردنيون لم يعد يشغلهم اليوم ركوب قارب النجاة ، بل هو كيفية الوصول إلى شاطىء آمن و أصبحوا اليوم مسكونين بالخوف ، ذلك الخوف الذي يطاردهم بشكل دائم وبات يسكن قلوبهم إنه الخوف من كل شي ومن أي شي فهناك من يصم أذنه عن سماع صراخهم فهم يبحثون عن وطنهم الذي تم وضعه في مسرحيات وتمثيليات فلا يجدونه.
فالخوف الآن من ان نكون أمام فخ قادم لا نعرف شكله ؟ فقد بدأت أحاجي الألغاز بشأن الهوية وفي تحديد معنى أكثر وضوحاً لكلمة وطن وانتماء فالمستقبل يعيش في بطن الحاضر والحاضر مليء بما يسرّ ولا يسرّ ، وتحليل الماضي يقدم لنا مفاتيح الحاضر فالأيام والسنوات الماضية علّمتنا أنّ أهم منعطفات الواقع الاردني كانت عبارة عن مفاجآت لم يتنبأ بها احد ؟ وهذا ما يجعلني أقول اننا بحاجة الى وضوح في الرؤية ومكاشفة لتبديد الهواجس الموجودة عند الناس (فهل المملكة هي أردنية ام هاشمية ام مملكة عربية هاشمية ؟ وهل التلفزيون هو اردني ام تلفزيون المملكة ؟ وهل هناك كونفدرالية مع شعب بدون أرض؟ ام فيدرالية وجيش موحد؟) وهذا لا يحتاج إلى مهارة بمقدار ما يحتاج وعيًا بما جرى ويجري حاليًا وما تم الاتفاق عليه سابقًا فالأمر بات يتطلب إدارة سياسية متكاملة وقادرة على استيعاب المتغيرات القادمة.
فالاستقرار الديموغرافي في الأردن حافظ على ثباته طوال عقود مضت لأنه كان ملائماً للتاريخ والجغرافيا فهناك غرف مغلقة تعمل ومنذ فترة من الزمن على هندسة الديموغرافيا فالأيام القادمة ستكون حبلى بالكثير من المتغيرات والأحداث والخوف من حسابات سياسية أتت من خارج الصندوق ستُفرض علينا سواء شئنا أم أبينا فهناك إجماع لدى الغالبية بأن هناك شكلاً جديدًا للأردن يصاحبه خارطة سكانية جديدة.
فالمراحل المهمة في تطوير الجغرافيا الأردنية كان أهمها قرار فك الارتباط عام ١٩٨٨ ، وكان عبارة عن اعادة الجغرافيا الى حدودها مع الاحتفاظ بالديموغرافيا القادمة من الضفة الغربية ففكرة الكونفدرالية بالأساس صهيونية طُرحت من قبل هرتزل ومن بعده بن غوريون اللّذان كانا يعتقدان أن مستقبل الفلسطينين فقط في الأردن وان يهودا والسامرة هي ارض الميعاد ، وهذا له باعتقادي بعد ديني يهودي توراتي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى