البرادعي يكشف ما في جعبته عن كواليس غزو العراق

سواليف

كشف المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، ما في جعبته عن أسرار غزو العراق عام 2003، داعيا لمحاسبة المسؤولين المتسببين في قتل المدنيين خلال الغزو، رداً على اعتذار رئيس وزراء بريطانيا عن الغزو، قائلا :”أنت أسف فماذا تقول لمن قتلوا ومن دُمرت بلادهم؟!”.

وقال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية:”إن قرار غزو العراق عام 2003 جاء عقابًا من تيار المحافظين الجدد في أمريكا، على هجمات الحادي عشر من ديسمبر عام 2001″.

وأضاف: “اختاروا العراق مش بس أنها ممكن تتضرب، وكان صدام قاعد بيطلع كل يوم بيانات ضد الغرب، قالك لا العراق الى حد كبير دولة علمانية وممكن تكون قاعدة لنشر الديموقراطية”، مشيراً إلى أنه أطلق على تيار المحافظين الجدد بأمريكا اسم “المجانين الجدد”.

وخلال الحلقة الثانية من الحوار الذي أجراه مع شبكة التلفزيون العربي، أكد البرادعي أن العراق كان لديه عام 1991 برنامجًا متقدمًا للتخصيب النووي، مضيفًا: “يعنى لو مكانش دخل الكويت، كان ممكن يكون عنده أسلحة نووية في ظرف سنتين أو ثلاثة”.

وأشار إلى أن بعثة مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أبلغت مجلس الأمن أن العراق “تحت السيطرة، ولم نجد أي دليل أن بغداد أعادت برنامجها للأسلحة النووية، ولا نرى أي خطر حالي أو غير حالي”.

ولفت إلى أنه تعرض لتهديدات من الولايات المُتحدة الأمريكية، بعدما قدَّم لمجلس الأمن ورقة يطالب فيها بضمان استقلالية لجان التفتيش في العراق، مضيفًا: “السفير الأمريكي في فيينا جلس معي وقال لي (إزاي تقدم الورقة من غير ما تقولنا ولا نعرف فيها أيه؟)، فرددت عليه (مش شغلانتي أعرفك هعمل إيه)”.

وانتقد مواقف الدول العربية من غزو العراق، وقال: “كانوا بموقف المتفرج في أحسن الأحوال”، مضيفًا: “كل القوات التي شاركت في ضرب العراق خرجت من دول عربية”.

وزعم ،أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك أخبره بأن صدام حسين لديه أسلحة نووية يخفيها في المدافن، مشيرًا إلى أنه لم يسمع هذه المعلومة “الغريبة” من أي مصدر آخر، لكن فيما بعد ذكرها جورج بوش في مذكراته، حيث روى أن مبارك قال نفس العبارة لتومي فرانكس، قائد القوات الأمريكية.

وتحدَّث البرادعي عن لقاء جمعه بالرئيس الفرنسي الأسبق، جاك شيراك، وقتها، وأشار إلى أنه أبلغه بأن الولايات المتحدة لم تملك أي معلومات عن وجود أسلحة دمار شامل في العراق، وأنه اعتبر إقدامها على غزو العراق، خروجًا على القانون.

وتطرَّق رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى المفاوضات الإيرانية الأمريكية، بشأن برنامج الأولى النووي، وقال:” إن طهران طلبت منه أن يعرض على الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الابن، اقتراحها الذي يقضي بالاتفاق بشأن الملف النووي، مقابل أن تساعدهم إيران في دول لبنان والعراق وغيرها من الدول”.

وتابع: “لكن جورج بوش كان رده مش عايز اتفاوض معاهم، لأن التفاوض يكون بين قائد وقائد، وقائدهم خامنئي يُريد تدمير إسرائيل”.

ولفت، إلى أنه طالب قادة الدول العربية أن يكونوا جزءًا من تفاوض الغرب مع إيران، كي يضمنوا ألا يتم استبعادهم من الترتيبات الإقليمية، إلا أنهم لم يستجيبوا، مضيفًا أن العرب اعتادوا على إلقاء مشاكلهم على غيرهم لحلها.

وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى