الانشطار الاعلامي والدمج الأمني

الانشطار الاعلامي والدمج الأمني
فايز شبيكات الدعجه

اجحفت بعض المؤسسات الصحفية بحق جهاز الأمن العام ، واتخذت مسارا سلبيا عاجلا في تحليل التغييرات والقرارات والاحداث الأمنية وكان عليها التريث لتكتشف حقيقة ان المديرية باشرت بتنفيذ خطتها الجديدة لوضع الرؤية الملكية في عملية الدمج موضع التنفيذ لمعالجة الكثير من جوانب القصور الأمني ،وستنفذ الخطة على مراحل زمنية متلاحقة وهي خطة وطنية ناصعة لا يشوبها غموض او اية علامات استفهام قليلة او كثيرة كما اخذ يروج البعض .
المسألة ليست (كن فيكون ) وعملية هيكلة كبرى على هذه الدرجة من الحجم يجب ان تأخذ حقها من الوقت للحصول على مخرجات ناضجة .
تهدف التوجهات الجديدة أولا وأخيرا لإعادة معدلات الجريمة إلى مستوياتها الطبيعية، بما فيها إجراءات الحراسة الوطنية للتصدي للإرهاب، إضافة للخدمات الأخرى المقدمة للمواطنين ،لكن علينا قبول حقيقة ان مشكلة الجريمة ستبقى قائمة كظاهرة بشرية عانت وتعاني منها كل المجتمعات البشرية على مدي العصور ،وسيبقى التفكير بإزالتها والقضاء عليها ضرب من المحال..
لا نعلم الأسباب التي دفعت بعض كتاب الاعمدة الصحفية لاتخاذ مواقف سلبية مبكرة إزاء بعض الأنشطة الأمنية واثارتها في هذا الوقت بالذات ، لكن الملاحظ ان موجة النقد هذه مشدودة بكل اسف الى الماضي، وارتبطت بحالات مزمنة وتراكمية وليست طارئة ربما يكون علاجها احد الدوافع والأسباب الموجبة لقرار الدمج .
عملية الدمج جاءت تنفيذا للأمر الملكي المطاع، وكل ما نعرفه أن جلالة القائد الأعلى يعلم كل ما يجري في الأمن العام ،وسيتابع عن كثب مراحل تنفيذ الإستراتيجية الأمنية التي سيتم اعدادها وفق معايير الدمج التي تسعى لتحقيق عدد من الأهداف ضمن محاور رئيسة لمنظومة الامن القائمة على حماية الأرواح والاعراض والأموال وعناوينها الرئيسية للحد من الجرائم ومن انتشار المخدرات, وتعزيز السلامة المرورية, وزيادة كفاءة منتسبي الأمن العام وفاعلية العمليات الشرطية والأمنية, ورفع مستوى الجاهزية اللوجستية وتعزيز استخدام النهج الاستراتيجي في عملية اتخاذ القرار, وتطوير الإعلام الأمني.
نأمل ان تضع مديرية الامن العام في حساباتها استخدام أدوات عقلانية علمية منضبطة لقياس الأداء وحجم الإنجاز للمراحل المقبلة كي لا تدع مجالا للتشكيك ،،فالمواطن الأردني على درجة عالية من الوعي والادراك تؤهله للاعتذار عن الثقة بأية بيانات وتصريحات واحصائيات تتحدث عن إنجازات مبالغ فيها لا تتفق مع الواقع وتعاكس ما يشعر به من بعض التصدعات في نواحي عديدة في البناء الأمني.
رغم الانشطار الإعلامي وخليط المؤسفات الصحفية التي لاحت في الأفق الأمني الا ان مظاهر التفاؤل طغت على المشهد الإعلامي الكبير ، وما تم رصدة الغاية الان من ردود فعل أساسية هو ارتفاع الروح المعنوية لدى منتسبي الاجهزة الامنية الثلاث المشمولة بالدمج وهذا هو الأهم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى