الانتخابات النيابية اردنياً.. هل هي ضرورة وطنية حالياً؟

الانتخابات النيابية اردنياً.. هل هي ضرورة وطنية حالياً؟
ا.د حسين محادين

(1)
نظريا ووجدانيا؛ أعلن كمواطن اردني انحيازي لأجراء الانتخابات النيابية لانها الاصل في تجدد وتنشيط مزاجنا الشعبي الاردني كمدمني سياسة هذا من جهة، ومن جهة اخرى، نتمنى الإسراع في الإعلان عن موعدها، لانها تُمثل من حيث :- مبررات إجرائها ، مضامينها،شكلها نزية أو نصف نزيهه ،وطبيعة القوى الاقتصادية المُسيسة المتنافسة فيها ، وبالتالي كل ما سبق ذكره سيؤثر على نتائجها النهائية، التي تمثل بخلاصاتها ذروة المعاني الفكرية والسياسية والاقتصادية الأردنية الحالية والمستقبلية التي ستعبر عنا وللعالم عن مستوى اختمار ونضج ممارستنا الانتخابية التشاركية بين الناخب والمرشح اردنيا وتحت كل الظروف، لا بل ستحدد نتائجها صورة /شكل ومتانة أو ضعف البناءات السياسية وتوجهات مجلس النواب كمدماك تشريعية اساس راهنا وفي المستقبل وفقا لاطروحات علم اجتماع السياسية.
(2 )
-أردنياً؛ ثمة سؤال مفصلي ومقلق فكرا وتشريعا، من حيث الترقب الشعبي بانتظار حسمه ملكيا وفق الدستور ،وهو هل ستجري الانتخابات النيابية في موعدها ونحن في الاردن كدولة نامية نازعة لانتظام اجراء انتخاباتها النيابية العريقة التي انطلقت تاريخيا بُعيد تأسيس الإمارة في عشرينيات القرن الماضي، رغم تعثرها في محطة أو أخرى طوال ما يقارب القرن من عمر دولتنا العريقة.
وهل من الضرورة إجراؤها في دولة عربية مسلمة تعيش ذوائق مالية وسياسية واصلاحية ضاغطة علينا ضمنا، وذات كلف سياسية ومالية مرتبطة بدورها في مدى مصداقية التزامنا جميعا بالاعراف الديمقراطية شبه المستقرة ببلدنا، ونحن الذين نعيش ايضا في وسط إقليم صراعي ونفطي وديني ودموي ملتهب ،وفي ظل عالم أحادي القطب /امريكي-اسرائيلي يُشرّع الظلم وفقا لمصالح الاقوياء فيه عبر ما يُسميها زورا بمنظمات الشرعية الدولية ، وهو ايضاً اسرائيلي الجذور والمصالح والضغوط على بلدنا اقليمنا وبالرغم من قوته التكنولوجية والاقتصادية المعولمة، الا انه مضطرب وضبابية النتائج سياسيا وعسكريا، وما تعثر انتخابات رئيس الوزراء الإسرائيلي نتينياهو، وتراجع شعبية تؤامه،اي الرئيس الأمريكي ترامب متمثلا في الصعود المتنام لشعبية منافسيه في انتخابات حزبه الداخلية قبل يومين عنا ببعيد التأثير علينا كبلد نامِ وعلى الاستقرار العالمي كل.. فهل الرهان الأردني على لعبة الوقت كافيا ربما لاحتمالية خلق أو ظهور انفراجات ما مبررا قويا للتمديد لمجلس النواب الحالي والحكومة معا، ثم السؤال الواخز هنا هو ،أيهما ادعى لتعميق ديمقراطيتنا محليا وعالميا من حيث أهمية ونتائج إظهار معاني نضج وتماسك مواقف الاردنيين حول القدس والوصاية الهاشمية على مقدساتنا المسيحية والإسلامية وهي مِفتاح السلم والحرب في العالم،إضافة لإظهار إصرار الاردنيين ممثلين دولتهم على ممارسة حقوقهم الدستورية فعلا وانتظاما، ما سيزيد من احترام العالم لنا كمواطنيين متنورين وحداثييين وهذا الاهم باجتهادي، وهذه ألاسئلة مُشرعة على المستقبل القريب انتظارا لقرار جلالة الملك صاحب الولاية الدستورية في اقرارها؟.
(3 )
ولعل السؤال الثاني المقلق للمتابع الأكاديمي الموضوعي والسياسي النازع نحو عودته للسلطة وصناعة القرار فيها، إذن، ما الفرق الجوهري ممارسة وتشريع بالنسبة لحياة المواطن الأردني أن جرت الانتخابات ام لم تجر خصوصا الشباب المتعلم الذي يُعاني كثيرا من البِطالة والفقر المتنام النِسب، مثلمنا نعاني جميعا من اتساع الفجوات التنموية ومستوى الحياة والخدمات بين العاصمة الحبيبة عمان وبقية محافظات والوية الوطن، إن كان أصحاب المال الأسود سيشكلون مجددا كما هو متوقع أغلبية في مجلس النواب القادم مثلا، ما يعني أن نتائج الانتخابات النيابية المقبلة لن تنجح في ضرورة إعادة توزيع القوى الاقتصادية والتشريعية السياسية المؤثرة، وبما يُجدد الدماء والأفكار والاطروحات التنموية والاصلاحية الفاعلة والتي من شأنها أن ترُجمت ميدانيا التحديث والمراكمة على منجزات الوطن الإصلاحية في وعبر جناحي السلطة التشريعية نوابا وأعيان كما يفترض.
اخيراً ..
شعبيا ان الترقب القرار أو عدم إقرار إجراء الانتخابات ومغادرة الحكومة الحالية لهما الحالة الاصعب والأقرب إلى انتشار عدوى الإشاعات المشككة بثقة مسيرتنا الديمقراطية، لا بل ذهب واشهر بعض السياسين والاعلاميين يُظهران خشيتهما المزعومة التي نُشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي على التشيك للأسف في احتمالية استمرارية الدولة الأردنية في ضوء معطيات وتحديات”صفعة القرن”ومصاحباتها، وهذا ما يجعل انحيازه الواعي لأهمية ولضرورة حسم واشهار قرار إجراء الانتخابات في كل مؤسساتنا الوطنية وذروتها البرلمانية منها بصورة أجدى وأكثر إلحاحا هذه الأيام، وذلك لطمئنة الاردنيين على استمرار وتنامي انجازات بلدهم في كل عناوين الحياة رغم ما نعيشه ضمن هذا الإقليم من تحديات في الإصلاحات والتنمية معا تزامنا مع استمرا وتنوع اشكال ومضامين حروب القبائل العربية القائمة والمؤثرة بقسوة علينا ..فهل نحن فاعلون.؟.اتمنى اشهار ذلك الانحياز للاستحقاق الدستور والديمقراطي قريبا . حمى الله اردننا الحبيب.
*عميد كلية العلوم الاجتماعية-جامعة مؤتة.
*عضو مجلس محافظة الكرك”اللامركزية “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى