الادارة أداة تسلط أم تواصل

الادارة أداة تسلط أم تواصل
عبير الحسن

بون شاسع بين الادارة بمفهمومها الصحيح وبين تطبيقها على أرض الواقع فالفرق جليُّ بين الإدارة بأسلوبها التقليدي النمطي وبين الإدارة الواعية الناجحة ويخطأ كثير ممن تسنح له الفرصة بتقلد منصب اداري بتطبيق معنى الإدارة وتولي المسؤولية .

الادارة قبل ان تكون سلطة هي علم بحد ذاته وفن يصعب فصل أحدهما عن الآخروقد تكون موهبة صاحبها عنده القدرة على الإبداع والإبتكار وإدارة الأشخاص والمؤسسة لتصل بهم إلى تحقيق نتائج ملموسة.

والمدير الناجح هو من يسعى لصقل موهبته بالتعلم والإستفادة من تجارب الآخرين ليحسن التصرف في المواقف اليومية مع زملائه من الموظفين وهو من يعمل بروح الفريق والعمل الجماعي الذي يكمل بعضه بعضا ولا يحابي موظفا على آخر كونه يحسب عليه أويكون ممن يستند إلى واسطة معينة .

مقالات ذات صلة

وللأسف هذا ما نراه في كثير من المؤسسات العاملة قلما نجد مديرا يساوي بين موظفيه ويعطي الفرصة للجميع أو يسعى لتنمية روح التعاون والإحترام والألفة بينهم  بدلا من النزاعات والشقاق يسمع لفلان ويجعله اذنا له بين موظفيه دون يعرف الأمور على حقيقتها بل هناك من يتبع أسلوب الادارة وفقا لمبدأ فرق تسد وهي نظرية بعيدة عن المعاني الإنسانية النبيلة غير المجدية فالقائد أو المدير سيحاسب على هذه المسؤولية كما جاء في الحديث الشريف في قوله صلى الله عليه وسلم أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ

والإدراة لا تعني أبدا التسلط  بل هي قيادة  تصل بالمؤسسة الى بر الأمان ينجح صاحبها في ادارة مشاكل العمل والعاملين معه والحد منها بأسلوب دبلوماسي فيه من الرحمة والعدالة التي للأسف الشديد لا مكان لها وكلما كان المدير أكثر قربا من موظفيه ويحسن التعامل معهم ولكل مفتاحه الخاص كلما استقرت بيئة العمل.

وكثيرة هي الطرق والوسائل التي يمكن من خلالها أن يكون مديرا ناجا فكلما كان المدير أكثر قربا من موظفيه لا يعيش ببرجه العاجي كلما أصبح العمل متقنا ومنتجا يجدر به ان يعرف أسماء موظفيه ويطمأن على أحوالهم فمثلا يقال أن من أسباب نجاح نابيلون بوناتبرت أنه عندما كان يلتقي بجيشه كان يصافح كل جندي ويناديه باسمه ويطمأن على أحواله اذا كان يقف مساعده بجانبه يطلعه على اسم كل جندي وعلى وضع كل واحد منهم.

ويلعب الاجتماع االدوري مع الموظفين سواء كان يوميا أو أسبوعيا أو شهريا الذي تحدده طبيعة العمل دوراً بالغ الأهمية في حسن إدارة المؤسسة اذ يتمكن المدير بلقاء شخصي مع موظفيه والاضطلاع على آخر الانجازات وسير العمل واحتياجات الموظفين التي تسهم في نجاح العمل والمؤسسة وللكلمة سحرها وأثرها على النفس وصاحب السلطة والمسؤولة يجدر به أن يتقن فن الكلام لما له من تحفيز وتطوير وشحن للهمم .

ويلعب التحفيز المعنوي والمادي للموظفين دورا كبيرا في استقرار بيئة العمل ما ينعكس على المنتج وعلى تطور العمل .

المدير الناجح هو من يسعى عند تقلده المنصب لتعلم مهاات الادارة والاتصال والتواصل ومهارة ادارة الأشخاص والأنماط الشخصية فليس من العدل وضع الجميع على مسطرة واحدة الأصل أن أحاسب الموظف على عمله حسب امكانياته وقدراته فالاختلاف سنة كونية فعندما أوكل لكل شخص العمل الذي يناسبه ويرغب به كلما زادت الانتاجية والكفاءة .

وعندما ينجح المدير في بث وتنمية روح التعاون بين موظفيه بينهم بدلاً من السماح للجهود الفردية

كلما ارتقى بمؤسسته وصار له شعبية عند موظفيه .

ويستطيع المدير أن يحدد هو ومن معه طبيعة التعامل التي يرغبون بها من خلال عصف ذهني يخرجون به بأهم القواعد والقوانين داخل بيئة العمل تعلق على لوحة يراها الجميع .

ويخطئ كثير من المدراء عند تقصير أحدهم بأن يعاقب الجميع وقبل العقاب هناك فرص يجب أن تعطى فنحن بشر نخطأ ونصيب وعليه أن يزود موظيفه بما يحتاجونه من الدورات والمهارات والاطلاع على خبرات الآخرين وتوفير البيئة المناسبة للعمل مزودة باحتياجات الموظفين ما يحقق بيئة مريحة وآمنة.

الادارة مفهومها شامل وواسع لكن يمكن اختصارها بأنها قيادة يجب أن تغلفها الرحمة والعدالة وحسن التصرف وقيادة تجمع لا تفرق .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى