هنا “كاليه”.. “غابة” فرنسية حطمت أحلام اللاجئين صور

يوم اضطر آلاف الفارين من الموت والحروب في سوريا وليبيا والعراق وغيرها من البلدان العربية والإفريقية إلى ركوب البحر سعياً وراء حلمهم بالعيش، لم يكن يخيل إليهم أن المئات منهم سيلقون حتفهم وتتقاذفهم الأمواج جثثاً هامدة، وأن من ينجو من رحلات الموت هذه سينتهي به المطاف “أشبه بالأسير” في بقعة شمالي فرنسا، أعدتها الحكومة لاستقبال اللاجئين بشكل مؤقت، وأطلق عليها تسمية “الغابة”.

هناك في تلك الغابة “الموحشة” وفي ما يشبه “العشوائيات البائسة” ينتظر المئات من المهاجرين “الفرج”، وإن أتى عبر شاحنة دخلوا صندوقها خلسة وتكدسوا بالعشرات داخلها، لعلها تنقلهم إلى بريطانيا أو أي وجهة أوروبية أخرى، يتنفسون فيها الصعداء.

ميناء كاليه الذي يعتبر ممراً بحرياً بين فرنسا وبريطانيا، حيث تدخل مئات الشاحنات عبارات متجهة إلى ميناء دوفر البريطاني، تحول إلى مرفأ للعديد من القصص الحزينة، ففي تلك الشاحنات قضى العشرات من اللاجئين اختناقاً أثناء سعيهم إلى تحقيق حلمهم بالعيش بكرامة في أوروبا.

آخر تلك القصص، قصة الشاب مسعود نافيد البالغ من العمر 15 عاماً، الذي قضى اختناقاً على متن إحدى العبارات المتجهة إلى بريطانيا بهدف لقاء أخته.

أكثر من 4000 لاجئ يعيشون في “الغابة” في ظروف معيشية صعبة، وقد عمدت السلطات الفرنسية قبل أسبوع إلى وضع المزيد من الحاويات بهدف إيواء اللاجئين وسط موجة الصقيع والبرد القارس. كما حاولت الشرطة نقل الخيم 100 متر نحو الداخل بعيداً عن الطريق العام.

وغالباً ما تشهد تلك المنطقة مواجهات مع الشرطة، وكان آخرها السبت 23 يناير، حيث تمكن نحو 200 مهاجر من اقتحام ميناء كاليه بعد انتهاء مظاهرة دعما للمهاجرين الذين يقيمون في تلك المنطقة العشوائية، وتمكن 50 منهم من الصعود على متن عبارة “سبيريت أوف بريتين” البريطانية، فوقعت اشتباكات بينهم وبين الشرطة.

هنا في تلك الغابة، سدت كل سبل الحياة الكريمة بوجه اللاجئين، ولم يعد أمامهم سوى التسلل خلسة إلى إحدى الشاحنات، مواجهين الموت اختناقاً، عساهم يستعيدون بعد رحلة عذاب شاقة ما حلموا به يوماً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى