عملية البقعة: ذئب منفرد … واستجابة لدعوة العدناني

سواليف: غيث التل

لا يجب ان يمر توقيت عملية البقعة والتي راح ضحيتها خمسة من عناصر دائرة المخابرات العامة هذا الصباح مرور الكرام ولا بد من ربط هذه العملية والتوقيت بدعوة التنظيم افراده لجعل رمضان شهراً للغزوات والجهاد في تسجيل سابق للتنظيم

ولا يمكن ان ننسى ذلك التسجيل الذي أصدره تنظيم الدولة “داعش” قبل ما يقارب الشهر وعلى لسان المتحدث باسمه والمعروف بـــ “أبي محمد العدناني” ووجه من خلاله الدعوة لجميع إفراد التنظيم لجعل رمضان شهراً للجهاد فيما اعتبره بلاد الكفر في تلك الرسالة المسجلة

وكان العدناني في تلك الرسالة قد طلب من أنصار التنظيم عدم التردد في قتل المدنيين وكان مما قاله في خطابه ” أن قتل المدنيين أحب الينا من قتل العسكريين، لان الطائرات التي تقصفنا لا تفرق بين مسلح ومدني ” حسب ما زعم

ورغم ان التنظيم لم يعلن مسؤوليته عن العلمية لغاية الساعة إلا ان جميع المؤشرات الأولية والطريقة والآلية المنفذة بها العملية تشير إليه وبالأخص ان دائرة المخابرات الأردنية كانت قد أحبطت مخططاً إرهابيا يراد تنفيذه في مدينة اربد قبل فترة من الزمن.

وبالنظر إلى ما اشرنا له سابقا يؤكد الكاتب والخبير الأردني في الجماعات الإسلامية محمد أبو رمان ان العملية مربوطة بكل تأكيد بخطاب العدناني الأخير
ويضيف أبو رمان ان ما حدث اليوم حتماً هو استجابة لنداء العدناني لأنصار التنظيم ومؤيديه وخلاياه النائمة باستهداف من يعتبرهم التنظيم اعداءه وبالتالي تحقيق بعض المكاسب والأهداف السياسية لهذا التنظيم

ويشير أبو رمان إلى ان خطاباً مماثلا كان العدناني قد أصدره في العام الماضي وتمت الاستجابة له في بأكثر من طرف وبالتناوب في اكثر من دولة في العالم وهو ما يؤكد ان عملية اليوم ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه الدعوة التي وجهها العدناني لانصار لجعل رمضان شهراً للجهاد

ذئب منفرد وعملية انتقامية

خبير الجماعات الإسلامية في الأردن مروان شحادة وفي قراءة أولية للعملية يقول لـ”سواليف” ان المؤشرات الأولية تدل على مبادرة فردية او ما يعرف بــ”الذئاب المنفردة”
وحسب شحادة فإن مبادرة فردية من هذه الذئاب جاءت استجابة لخطاب العدناني وان استهداف مقر أمنى له دلالة واضحة بأن طبيعة الاشتباك بين انصار ما يعرف بالتنظيمات المتشددة في الأردن هو اشتباك مباشر مع الأجهزة الأمنية كون هذه الأجهزة هي من يعتقلهم ويفشل مخططاتهم في الغالب
وتصب عملية البقعة في سياق الذئاب المنفردة التي دعا اليها العدناني في سياقه الأخير كل أنصار هذه الأيدلوجيا بأن يقوم كل واحد منهم بعملية خاصة حسب قدرته واستطاعته في شراء السلاح

ويتوقع شحادة ان تكون عملية البقعة هي عملية انتقامية لمقتل خلية اربد او انها انتقامية من اجراء سابق في الاعتقال

ويوضح مروان شحادة ان توقيت العملية في اليوم الأول من شهر رمضان وفي فترة معينة تنم عن خبرة واحترافية عالية جدا من منفذها وخاصة انه أصاب خمسة عسكريين مدربين واستطاع الانسحاب دون التعرف عليه وهو ما يؤكد على انه تلقى تدريباً محترفا. كما ان منفذها هو شخص استطلع المكان بشكل جيد ويعرف الكثير من التفاصيل.

ويؤكد شحادة على ان دلالة المكان الذي وقعت به العملية بالقرب من مخيم البقعة محاولة لزرع فتنة إقليمية لن تنطلي على الشعب الأردني ووعيه الكبير في مثل هذه الظروف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بداية الموضوع اشكرك على التحليل المنطقي والذي يعطي انطباع على تحليل متخصص , ومن غيرتي على تراب وطني وحبي الية واعتقد انة تم اخذ الاجراءات الصحيحية لحمابة مثل هذة الاماكن بقوات رد سريع وما شابه ، اعجبني تحليليك بانة المجرم كاشف المكان سابقا وهذا امر خطير نرجوا الانتباة الية في حالة مراجعة مثل هولاء المجرمين، حما اللة الاردن وسيدنا ابو حسين وعاش الجيش والاجهزه الامنية

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى