الرزاز على الكرسي الهزاز / محمود الشمايله

الرزاز على الكرسي الهزاز

الموجوع محمود الشمايله

كانت امي تعد عدتها كي تصنع لك بروازا جميلا إطاره مزركش بالشماغ الأردني المهدب، غرست مسمارها الثالث في جدار الغرفة بجانب صورة الشهيد هزاع المجالي والشهيد وصفي التل ،،
ومن فرط أمانيها كانت تخلق قصص البطولة والذكاء والحكمة عنك وترويها لنسوة القرية ، حتى اصابت حمى الرزاز جميع سكان قريتنا،
عمّت الافراح والليالي الملاح واندلفت جحافل الأمل إلى قلوب شباب القرية وبناتها ، فهذا مهندس تخرج حديثا وعد امه بشال احمر سيهديه لها من اول راتب يتقاضاه وآخر سيلتحق بوزارة التربية معلم للتربية الوطنية وكان يحدث والده عن تاريخ العظماء في وطني ، حتى أنه اسرف في الحديث عنك.

ابنة الجيران الجميلة وعدت والدها أنها حين تحصل على وظيفه ستشتري كولر ماء وستهدية لمسجد القرية صدقة جارية عن روح والدك ….

أيها الرزاز كنت تقف على أبواب القلوب ولم يبق لك سوى أن تدخلها ولكنك أبيت واستكبرت ورغبت الا تكون الا صفحة سوداء في دفاتر أيامنا…

أيها الرزاز ….
عادت امي لخلع مسمارها الثالث من الجدار كما خلعت صورتك من الإطار والقت بها في مهب الريح غير أنها احتفظت ببروازها داخل صندوقها العتيق وهي التي تؤمن أن أرحام الاردنيات لن تجف عن إنجاب الرجال

وسلام على قلب أمي
و سلام على بروازها الذي لا يمل الانتظار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى