أسئلة برسم أردوغان / عمر عياصرة

أسئلة برسم أردوغان

أنا أدرك أن شعبية الرئيس التركي اردوغان عند قطاعات واسعة من العرب تعد كبيرة ومبررة ولها أسبابها الذاتية والموضوعية.
لكننا للأمانة بالغنا في التعبير عن مشاعرنا تجاه الرجل حتى حملناه فوق ما يحتمل من الرؤية والمواقف وتخيلناه يحمل سيوفنا ليحارب عنا.
بالغنا حتى وصل الأمر بنا إلى إلصاقه بمنطقنا وأيدلوجياتنا ودافعنا عنه بلغة الرغائبية وابتعدنا عن فهم الرجل وتكوينه وبررنا له ما لم نبرر لغيره.
قبل سنة تقريبا دعيت من قبل مركز دراسات الجامعة الأردنية إلى حلقة نقاشية مع مستشار اردوغان الديني فاكتشفت إننا لا نعرف الرجل وأننا نفهمه من خلال رغباتنا.
اليوم اردوغان يعود إلى التفاهم مع إسرائيل بطلب تركي سعيا وراء الغاز هناك ويقدم تنازلات وتوافقات اعتقدنا أنها لن تكون.
إذا «المصالح لا المبادئ» هي التي تدير الدول وليست تركيا باستثناء لكننا لا نرى كشعوب عربية الأمر كذلك ونقرر هضم الأفيون عوضا عن العقلانية.
لست معترضا على سلوك اردوغان بل على العكس أراه مرنا وسياسيا لكنني ألوم حالتنا التي تغرق في الرغبة وتبتعد أكثر عن السياسة.
ألوم أنفسنا ونحن نصر على البحث عن أبطال من أي مكان وفي أي زمان فحين نضبت أرضنا عن تقديم الرموز تعلقنا بالآخر وجعلنا على شاكلتنا دون تردد.
اردوغان رئيس لتركيا ويبحث عن مصالحها لذلك حين يرضينا فهي لمصلحة بلده وحين يغضبنا أيضا لذات السبب مع تقديري لاعتقاداته لكنه براغماتي بكل تفصيل ممكن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. نعم …هذا ما علينا ان ندركه…اردوغان يشتغل لمصلحة بلده وهذا حقه….وهو مستعد لان يبيع القدس والقاهرة ودمشق ومكة وبغداد وكل البلاد العربية ان وجد ان مصلحة تركيا تتطلب ذلك….هذا حقه بالتاكيد….وعلينا ان نعيد النظر لمجريات الامور ولا نطبل لهذا وذاك وخلق منه بطلا من فراغ فقط لا ………………. تريد ذلك!!!!

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى