الأخطر من كـورونا

الأخطر من كـورونا
د. قــدر الدغمــي

ينشغل العالم هذه الأيام بفيروس “كورونا” الذي اجتاح مدينة ووهان الصينية، وبدأ الجميع هنا وفي إطار “استيرادنا ” لمشاكل العالم قاطبة ننشغل بهذا المرض من حيث متابعة عدد الإصابات بهذا المرض وعدد الوفيات نتيجته، ولا شك أن الاهتمام بهذا المرض المجهول والخطير هو أمر مهم للغاية، لأنه قد يتحول مع الأيام إلى وباء وكارثة صحية لا يمكن السيطرة عليها.
على سبيل المثال في القرن الماضي، قتل وباء الجدري حوالي 300 مليون شخص، بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي، لكن بفضل الأبحاث واختراع اللقاحات، أصبح أول مرض فتاك يتم القضاء عليه نهائيا وبالكامل.
في عالمنا الثالث هناك مئات الملايين من البشر ممن يعانون من سوء التغذية وسوء الرعاية الصحية، وهناك أعداد كبيرة تموت جوعا وعطشا، وهناك أيضا مئات الملايين من الذين يعانون من التخمة وزيادة الوزن، وهناك من يموت نتيجة التشرد والحروب والصراعات الأهلية وحوادث الطرق والمشاجرات والجلطات القلبية والدماغية المفاجئة والسرطانات والانتحار والحرق والغرق، بمعنى آخر مشاكلنا لا تقتصر فقط على النواحي الصحية واوجاعها، وليست هي وحدها سبب الموت والفناء.
لكن ومن باب ترتيب الأولويات نحن في بلدان العالم الثالث، وفي البلدان المشابهة لنا تموت يوميا اعداد لا بأس من السكان بسبب الجوع وسوء التغذية والرعاية الصحية وبسبب بعض الأمراض والأوبئة التقليدية التي تجاوزها العالم المتحضر بسنوات، والمنشغل اليوم بتتبع حالات الاشتباه بفيروس “كورونا”.
خلاصة القول، مع توفر وسائل العلاج اللازمة والناجعة بكل أنواعها، ما زال فيروس الخفافيش الفاسدة يأكل برئة الوطن، وهو الأكثر وباءً وخطراً علينا من فيروس خفافيش “كورونا”، ولا أحد يلقي له بالاً مع كل الصيحات لمكافحته، فهو المسؤول الأول عن التهاب الجهاز التنفسي للوطن، فهل يا ترى ستوفر حكومتنا أمصال مضادة لمثل هذه الفيروسات مع الأيام ..؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى