أين البغدادي الآن ..؟

سواليف
توجه زعيم تنظيم داعش الإرهابي، أبوبكر البغدادي في تسجيل مصور بث الاثنين، إلى من يسميهم أنصاره في غرب أفريقيا، حيث يخوض تحالف تقوده فرنسا الحرب ضد جماعات متطرفة.
وحسب محللين، فإن هذا الظهور هو مرحلة جديدة وطويلة يأمل البغدادي قيادة أفراد التنظيم عبرها بمثل ما كان بن لادن يفعل، بعد أن فقد داعش كل الأراضي والمواقع التي يسيطر عليها في السابق.

وكان زعيم القاعدة بن لادن، لجأ إلى الاختباء في عدة أماكن بين أفغانستان وباكستان، قبل مقتله في مايو 2011 على يد قوات أميركية، وهي المرحلة التي يجزم محللون أن البغدادي يحاول محاكاتها الآن، من خلال سعيه للاختباء والهرب والتنقل الدائم، وإصدار خطابات بين حين وآخر لتحريض أتباعه في ارتكاب أعمال إرهابية.
وتنشط عدة جماعات في الصحراء الكبرى يتبعون داعش والقاعدة، ومن أشهرها أتباع أبو الوليد الصحراوي الذي جاء ذكره على لسان البغدادي في الشريط المصور.

وفي منطقة الساحل المضطربة في غرب أفريقيا، يستغل المتطرفون الصراعات المحلية لتوسيع نشاطهم، بفضل الأسلحة التي يتلقونها من أقرانهم في ليبيا منذ سقوط نظام معمر القذافي واستيلاء مليشيات مسلحة على مقدرات البلاد.

وفي نيجيريا، بايعت جماعة منشقة على جماعة بوكو حرام المتطرفة تنظيم داعش، فيما أعلنت جماعة أخرى في مالي وبوركينا فاسو والنيجر تبعيتها لداعش والقتال ضد قوة أفريقية مكلفة بمحاربة المتطرفين في منطقة الساحل والصحراء.

وبين وقت وآخر، يعلن التنظيم المتطرف عن عمليات انتحارية ضد القوات الدولية في الصحراء، أو ضد أهداف في عواصم المنطقة بالخصوص بوركينا فاسو ومالي، فيما يعتقد مراقبون أنهم من الخلايا النائمة التابعة لداعش.

وتمثل الصحراء الكبرى مجالا واسعا للإرهاب بسبب تضاريسها واتساع رقعتها البالغة تسعة ملايين كيلو متر مربع، وحدودها الواسعة التي تطل عليها عدد من بلدان شمال وغرب القارة الأفريقية.

وتجد القوات الدولية أحيانا صعوبات كبيرة في تحديد عناصر داعش الملثمين أحيانا، الذين يتخذون هيئة سكان الصحراء الملثمين، وفي أحيان كثيرة يقصف موكب لسيارات مهاجرين أو مسافرين من الطوارق اعتقادا أنهم من المتطرفين.

ونجحت التنظيمات الإرهابية في خلق اضطرابات كبيرة في المنطقة، وأججت حروبا قبلية في المنطقة، فهي تارة تقاتل باسم القبيلة كما هو الحال لقبيلة الفلان، التي خرج من رحمها تنظيم ماسينا الموالي لداعش.

ووجدت القوات الدولية نفسها في جبهة واسعة آخذة في الاتساع، فبعد أن كانت عملياتها متركزة في شمالي مالي، وشمالي النيجر، وجدت نفسها مضطرة للتوجه جنوبا إلى حدود بوريكنا فاسو حيث ينشط داعش ويعلن عن عمليات إرهابية بين الحين والآخر.

وكانت الولايات المتحدة قد أبدت امتعاضها من النتائج المتواضعة والخسائر الكبيرة التي منيت بها القوات الدولية في حربها على الإرهاب في الصحراء، بحسب ما جاء على لسان وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشئون السياسية “ديفيد هيل”.

ويخشى مراقبون في أن يسعى البغدادي إلى محاولة تحويل هزيمته في سوريا والعراق إلى مساعي يحاول بها تعويض تلك الخسائر من خلال دعواته المتكررة لأتباعه بالتوجه إلى الصحراء.

سكاي نيوز

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى