اقتصاد جحوي / يوسف غيشان
أخذ جحا حماره إلى السوق ليبيعه بعد أن ضعف وترهّل. سلمه جحا للمنادي من أجل تسويقه، وكان الرجل نشيطا وحربوكا، فصار ينادي على الحمار في الأسواق:
– من يشتري هذا الحمار العظيم؟ … أنه لين الرأس والعريكة لكنه فتي وقوي ولا عيب فيه على الاطلاق، سهل ممتنع خارق حارق متفجر، مكسب كبير لمن يقتنيه ومخسر لمن يبيعه مهما كان الثمن.
وأخذ الناس يزايدون لشراء الحمار، ولما سمع جحا أوصاف حماره المعلنة صار يزايد مع المزايدين حتى اشتراه بأعلى سعر، ثم ركب حماره وعاد فرحا إلى البيت يخبر زوجته بهذه الصفقة (المربحة).
زوجة جحا قالت له:
– وأنا كذلك حصل معي أمر جيد اليوم، فقد جاء إلينا بائع تين فطلبت منه أن يزن لي رطلا، وبينما هو يقوم بالوزن غافلته ووضعت أساوري الذهبية مع الوزنات حتى تزيد كمية التين … ثم أخذت التين وعدت للبيت.
فقال جحا لزوجته:
– بارك الله فيك يا زوجي العزيز، أنا من الخارج وأنت من الداخل …هكذا يعمر البيت.
هكذا …
هذا ما نعاني منه الان وغدا وبعد غد.
هذا ما لازم عرفناكم ودمتم سالمين.
وتلولحي يا دالية
