اغمض عينيك لترى / حسين محمود حشكي

اغمض عينيك لترى

أطفال نجري ونلعب لانعبأ بما يدور
حولنا ، ننام بعد مغيب الشمس بلافضائيات تشدنا بتفاهتها، ولا حفلات تأخذنا حتى ساعات الفجر

مع الفجر تدب الحياة في أوصالنا بيوم جديد ، حقائبنا المدرسيه أكياس بصناعة يدويه ، و( اللنش بوكس ) قطعة خبز منقعة بالزيت والزعتر ،، وباص المدرسة أقدامنا نقطع بها المسافات طالت أو قصرت وبكل فصول السنة بحرها وقرها ، جفافها ومطرها ، زرافات ووحدانا، فتيات وفتيانا، معلمين وطلبة لافرق هنا ( إن الفقر تشابه علينا .. )
وبرغم الريح ، وبرغم المطر ، وبرغم بساطة الاشياء وندرتها لست أدري كيف كانت السعادة تدهمنا ، تعيش معنا ، تضمنا إليها وردة نقية تسكب في قلوبنا الاطمئنان ، نحفر أحرف من نحب على جذوع الاشجار فيكبر الساق ويكبر معه الشوق والحنين إلى تلك الالحان التي تعزفها أغصان الاشجار على مسرح الطبيعة أمام حشد من البلابل والعصافير ، جوقة حالمة لامكان فيها للموت أو الخراب أو الدمار ، ألحان تعزف كي تبني عشاً لقصة حب تدخل في أعماق النفس حيث يرقد القلب بهدوء كما اعماق المحيطات
لماذا بحرنا اليوم هائج في أعلاه،، وأسماك كبيرة تنقض على صغار تلتهمها دون جوع ،، صراع من أجل بقاء ماعاد يملكه حتى قروش البحر ، مياه ضحلة ماعادت صالحة للغوص الى الأعماق ، إلى أبعد من من صراع يكاد يفنينا ، لم لا نغوص الى أعماق النفس لتسموا النفوس وترتقي فترى حقيقة الاشياء وقيمتها .
في قوانين العلم نرى الاشياء عندما يسقط الضوء عليها فتنعكس على عيوننا لنراها ،، أما القلب فإنه لايعترف بهذه القوانين بل إنه يسقط أشعته على ماحوله فيهبها الروح بأحاسيسه ومشاعره فترقص الاشجار، ويغني الليل ، ويسهر القمر
لماذا نغمض أعيننا عندما نعانق من نحب ، ونغمضها عندما يداعب النسيم وجناتنا في يوم ربيعي من أيام نيسان ، ونغمضها حين تداعب انوفنا رائحة الياسمين ونغمضها عندمانتذكر فنجانا من القهوه على أنغام فيروز وأجواء الخريف أو المطر يعانق الارصفة ،،
وقصص الحب العذري والشعر والقصائد حين تنثر عبيراً على المقاعد في المقهى ، وأياد تمتد بخوف وخجل لتتلامس معلنة قصة حب ..
هي الأشياء والأيام واللحظات التي نعشقها نحسها ولانحتاج ان نراها ،،،

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى