ما الذي يجري في درعا؟ / عمر عياصرة

ما الذي يجري في درعا؟

الهجوم المفاجئ الذي قامت به قوات المعارضة «الجيش الحر» على درعا البلد، يحتاج منا الى وقفات عميقة كي نفهم بأي السياقات جاء، وكم للاردن دور في السيطرة عليه او المعرفة به، ام انه خاضع لأجندة اقليمية بعيدة في هذه اللحظة عن التنسيق معنا.
بعض المصادر الاعلامية القريبة من النظام السوري تفسر قيام المعارضة باحتلال حي المنشية بأنه محاولة من الاردن لتغيير الوضع القائم قبل الذهاب الى الاستانة من اجل تحقيق مزيد من المكاسب.
آخرون يرون ان المعارضة تحركت بفعل أوامر اقليمية خارجة عن ارادة الاردن «الرياض» تسعى لإحباط التقارب الاردني مع دمشق وتحول دون فتح معبر نصيب المحتمل.
أنا شخصيا اميل الى ان الاردن لم يعد يسيطر بالكامل، وبشكل مباشر على الفصائل المتواجدة في درعا، كما انني ارى ان المعارضة هناك لم تعد راضية عن الاستداراة الاردنية التي لمسناها بعد مقابلة رئيس هيئة الاركان على قناة البي بي سي.
مع كل ذلك انا ارى ان التصعيد في درعا عقلاني البنية، فنحن نتحدث عن قوى تتقاتل وهناك امكانية للتواصل معها، ويبقى ان يعمل الاردن على فهم ما يجري والتدخل فيه ومحاولة التأثير ليصب في النهاية في بوتقة التفكير الاستراتيجي الاردني.
علينا مراقبة الحدث من كثب، فهناك مواقف تركية مرنة واستدارات على الاستدارات قد تفجر في اي لحظة كل التفاهمات في الملف السوري.
وهناك ترامب ومناطقه الآنة التي لا نعرف شكلها الاميركي المرتقب، وهناك السعودية «الراضية وغير الراضية» عن مغازلتنا دمشق وتنسيقنا الامني معها.
كل ذلك محددات صعبة تحيط بنا، لكننا في النهاية معنيون بعدم اقتراب داعش والنصرة من حدودنا، كما اننا معنيون بابتعاد حزب الله والحرس الثوري عن درعا، وهنا مربط الفرس الذي حوله ندندن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى