اسود وابيض

اسود وابيض
يسارخصاونه

في الأزمات عليك أن تحسن الظن بمن يعمل من أجل الوطن ، ففي وقت الشدائد يتقدم التسامح على الانتقام ، ويكون العمل اقوي من الكلام ، فالحكومة لا تعي ان الشعب الذي كان يينتقدها وقت الرخاء ، هو الشعب ذاته الذي يمتدحها اليوم في وقت الشدة ، فهو أكبر من أن يتخذ ردة فعل على تجبرها بقرارات سابقة ، فالشعب الذي ينتقد أداءها لا ينسى و لا يحقد ، لكنه يتسامح بإعطاء الفرصة ، وينتظر عودتها إلى الصواب ، وكم نفرح عندما نستمع إلى مسؤول بحجم إنسانيتنا المعذبة التي صمتت بصبرها على مر الأذى ، وعند الوغى نسترخص الروح من أجل أن يعلو الوطن ، فنحن في الخير شركاء الفضيلة ، وفي الشر شركاء في الخطأ ، وليس بيننا نبي ومعصوم ، ومن ينكر الحقيقة يصر على معادات التائبين ، فهو كمن يحرض على ارتكاب الفاحشة واقتراف الجريمة بحق الوطن ، فالتسامح هو الذي يعطي للصواب قوته وقدرته على الامتداد حتى يتحقق النصر ، لهذا فنحن نغض النظر عن كل فعل سلطوي اكتسب مشروعيته من قوانين وضعية متغيرة ، أقرت من خيبة النواب ، فهددت الإنسان وقوننت العقوبة ، وكممت الأفواه ، وعطلت الطاقات ، حتى أصبحنا بنظرها عبئا ثقيلا على الحياة ، إلى أن جاء الوباء الأقل فتكا مما عملته بإعدام العقل وإقصاء المبدعين ، وانتشار الفقر ، وتعطيل الحياة ، لكن ذلك لم يمنعنا أن نكون على قلب رجل واحد ، فنحن شعب يصنع الخير ويحكمنا الضمير ، حتى لا نخسر الوطن ونبقى على قيد انسانيتنا ، مثمنين ما جاء في حديث وزير المالية محمد العسعس وما لمسناه من فكر يعبر عن عظمة الروح ، بأمل مشرق لمجد قادم ، فقد ظهرت إنسانيته من خلال حديثه المتلفز حين سأله المذيع عن كُلفة فيروس الكورونا ، فقال بصدق الأبوّة وشعاع الضمير : ” أن الكلفة حتى الآن إصابة 56 إنساناً عزيزين علينا ” ، فيا له من رد إنساني يكشف عن خبايا نفسه وودائعها الخيرة ، وامتداد النور في قلبه المفعم بالحب والإحترام ، وليست الأرقام المالية الصماء ؛ داء النفوس عند من لا يأبه بحياة البشر ، فقد قال عن خطط الحكومة ، وخطط الوزارة لمواجهة الصعب ، رابطا كل ذالك بمشيئة الله ، فانشرحت صدورنا اننا قد وجدنا مسؤولا بحجم طموحنا ، لكن دولة رئيس الوزراء قد فاجئنا بعد ذلك ليقول هناك الصعب ، والصعب جداً هوالقادم ، لقد أحاطنا بدخان أحلامه ، وحاصر الأمل بالرماد ، فهل دولته لم يستمع إلى حديث وزيره ، وهل هناك تباعد بينه وبين طاقم وزارته ؟ أية دوامة وضعنا بها دولته؟ موضحا ان الكتابة ليست للمقارنة ، لكنها السؤال الذي نضعه بين يدي صاحب قرار ..لنعرف كيف تدار الأمور وتعالج الأزمات ، وما يتوجب علينا فعله ؛ لمعرفة الحقائق بما ينبئنا ، حتى نستطيع معه صبرا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى