ابتسامة مبتسرة..

مقال الثلاثاء 26-4-2016
النص الأصلي
ابتسامة مبتسرة..
ظل طقم “الكنبايات” يترك فراغاً واضحاً في غرفة الجلوس كالفراغ الذي يتركه سقوط “قواطع الفك العلوي” في الفم ، لا تستطيع ان تبتسم ابتسامة كاملة دونه ،وتحاول إخفاء العيب بشرشف الشفة العليا ..
كلما حضر أحدهم ليتفقّد مجريات تأثيث الشقة قبيل العرس بأيام كان يبدي نفس الملاحظة “ناقص 3 كراسي صح؟؟”..”كانه الطقم” ناقص؟؟..فأردّ عليهم بنفس الإجابة.. إن الطقم مكتمل لكن تصميم الغرفة يترك فراغاً هندسياً..أخيرا قلت في نفسي لن اخلص من النقد الاجتماعي ما حييت ، فلا بد من أن أتدبر الأمر مبكّراً .. اهتديت إلى الحل!!!..
ذهبت إلى “سوق الجمعة” حيث يرقد هناك كل الأثاث الهرم المتهالك والكراسي مقطوعة الوصل والقطع التي تقضي أيامها الأخيرة قبل أن تودّع الدنيا بما فيها ..كانت الزاوية الشرقية الجنوبية من سوق الجمعة تشبه “دار العجزة” من الندرة أن تجد قطعتين خشبيتين متطابقتين و متممتين لبعضهما البعض..المهم بمحض الصدفة وجدت ثلاثة كراسي متطابقة تصطف قرب بعضها بعضا وكأنها ترتعش وحدة وخوفاً ..فرحت بها أيما فرح برغم أنها لم تكن تحتوي على مسند أو أرضية “الرفّاسات” بارزة والقماش منزوع منها وكأنها قد تعرّضت لعملية استئصال أعضاء فاشلة..المهم سألت صاحب الكراسي عن ثمنها كاملة فطلب مبلغاً زهيداً لم أكن أتوقعه..فاشتريتها وكنت بها من الراغبين..
ذهبت إلى النجّار أعاد صيانتها من جديد بعد ان اشتريت قماش مشابه لقماش طقم الكنبايات الأصلي وأتممت قطع الغرفة بأقل تكلفة…صحيح أن رائحة الدهان ظلّت نفّاذة في غرفة الضيوف حتى قدوم المولود الذكر الثاني لكن المشكلة حُلّت بأقل تكلفة..
تذكّرت كرسي سوق الجمعة خاصتي ،عندما قرأت عن كرسي الكاتبة الانجليزية “كي .جيه .رولينغ” صاحبة سلسلة روايات “هاري بوتر” الشهيرة والذي بيع ب400 ألف دولار قبل أيام…هذا الكرسي الذي جاءها كأعطية مع طاولة سفرة وكراسيها أثناء تربية طفلها بمفردها في سكوتلندا..
معقول سيأتي يوم ويباع الكرسي الذي اشتريته من “سوق الجمعة” ب400 الف دولار ،ويكتب في خبر “الديلي ميل” هذا الكرسي الذي كتب عليه احمد حسن سلسلة روايات “هاري حاله” الشهيرة…لا أظن ذلك!!.
هناك يعتقدون ان الكاتب يقدّم شيئاً مهماً ونادراً يقدّم لهم خلاصة مشاعره وخيالاته بقطع أدبية خالدة لا تقدّر بثمن…بينما هنا على العكس تماماً،وخير دليل على ذلك صاحب سوبر ماركت سأل أخي قبل فترة “أخوك احمد مستفيد على هالشغلة”؟؟
وإحدى القريبات نصحت زوجتي..” لو جوزك يلاقي له شغل يصرف ع حاله وأولاده بدل ما هو قاعد يصكّ حكي”!!.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫9 تعليقات

  1. ظلك صك حكي أحسنلك.. بحياتك ما تبدل اللي بتفهم فيه عشان ما تحسر كل شيئ..!

  2. غيرت مزاجي بمقالك يا أحمد حسن هاري حاله الزعبي … يعني الآن يمكن الأولاد بعدهم صغار ومش كثير حاسس بمصروفهم … بكرة بس يكبروا شوي (قبل الجامعة!!) … لازم تحسب حسابك! رغم إيماني أن الأرزاق بيد الله عزوجل… لكن لكل مجتهد نصيب! بعينك جهزلك شقفة أرض تبيعها 🙂

  3. رد علي … احتفظ بكل شي … ولا ترمي اي قصقوصة … اول كمبيوتر ديسك … اول لاب … اي قلم حبر نشف وبطل يكتب … الدروع التذكارية … ملابسك … مروحة اللاب … الماوسات الشغالة والخربانة … ال يو اس بي الفاضية والمليانة … نظارات القراءة … صوبات الفوجيكا وجراكن الكاز المليانة والفاضية … صورك … حتى تلفون النوكيا 3100 .. حتى اخر تلفون ذكي ومش ذكي وعالريحة … ابني لك مستودع على جنب وحطهن فيه .” على جنب ” …. الا تلاقي واحد بعد عمر طويل طويل يعرف انه كان في الأردن كاتب ينزف …” أو جاع وطن “

  4. كان الله في العون استاذ احمد فالأبداع دائماً يحتاج الى من يقدره . وأنت بحق انسان مبدع وعندك احساس قوي وملكة كتابية لا تتوفر بسهولة عند اي كاتب . اهنئك على ما أنت عليه استاذي العزيز . فسواء بيع الكرسي ام لم يباع ستبقى كتاباتك أكبر من ان تقدر بثمن . دام ابداعك استاذي العزيز

  5. انت كنز وبصمة رائدة في الساحة الادبية الوطنية ..
    هناك من يكتب وهو غير مقتنع مجرد صك حكي مدفوع الاجر من جهات خاصة….
    أما امثالك من الهاريين انفسهم من اجل الوطن ,فهم يكتبون عن قناعات تمثلهم وتمثل الشرفاء في هذا الوطن العزيز..
    كل الشكر والامتنان استاذ احمد..سددالله خطاكم ,واعلى كلمتكم ,
    ….
    ملاحظة:
    اختي العنقاء ..تعجبني تعليقاتك ومداخلاتك التي تدل على عمق الانتماء ,وكُم القهر الذي نتشاركه نحن الشعب .
    محبتي وتقديري لكم إسرة سواليف .

  6. استاذ حسن انت ما بتتقدر بمصاري انت ضميرنا ووجدانا واحاسيسنا التي تعبر عنها تضحكنا وتبكيناا وتعيش معنا ونحن لا زلنا نقدر الابداع والمبدعين ونردد اقوالهم منذ فجر التاريخ الى اليوم تسلم ويسلم قلمك وقلبك

  7. بس ما عجبني تشبيهك سوق الجمعة بدار العجزة , تشبيه غير العاقل بالعاقل هو إهانة وانتقاص من قدر العاقل ,تشبيه الأثاث المتهالك بالاباء والأمهات الذين جار عليهم ذوو القربى لا أعتقد أنه يصح

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى