#إن_قبلت_الحكومة_النصيحة

#إن_قبلت_الحكومة_النصيحة
د.فلاح العريني

في ظل هذا السخط الشعبي اللامتناهي على حكومة الخصاونة، بسببب ما اقترفته اياديها بحق الشعب الأردني، من تهميش واذلال، وادلل على ذلك التعيينات الأخيرة، وعلى رأسها تعيين ابن رئيس وزراء سابق في منصب لم نسمع به من قبل وبراتب اجمالي تجاوز احلامنا على مدار عقد من الزمن..
ستأتي نصيحتي إلى هذه الحكومة الآيلة للسقوط بهدف واضح ومنشود اساسه الميدان، بحيث لايمكن ان يبقى المسؤول قابعا في مكتبه، ومعتكفا خلف كرسيه المأزوم..
هذا ماينادي به الشعب، وهذا هو الاساس الذي يجعل المسؤول في مواجهة مسؤولياته مباشرة دون ستار، وبعيدا عن الخطابات الرنانة التي تصدر من افواه مسؤولين، ولايلقون لها بالا، حتى يلقي الله بهم في جهنم سبعين خريفا..
بعد مرور مئة يوم من عمر هذه الحكومة، لابد من تقديم النصح ابراءً للذمة، وتحذيرا من سوء العاقبة، وقرع ناقوس الخطر إن بقيت هذه الحكومة على ماهي عليه:
#اولا: العمل الميداني هو السبيل لاعادة الثقة بين المواطن والمسؤول، وهذا اصبح واضحا ويشكل جلي لامجال للشك فيه، فالثقة منزوعة من قلب وفكر المواطن الأردني تجاه هذه الحكومة لاسباب كثيرة، داؤها ودواؤها العمل الميداني الذي يكشف الحقيقة ويبين لنا السمين من الغث.
#ثانيا: تحديد المشاكل بصورة دقيقة، وهذا لن يتأتى ولا يمكن ان يؤتي أكله الا من خلال الزيارات الميدانية، تلك الزيارات التي يقف امامها اعضاء الحكومة على خجل وخوف، فعيون الشارع تفيض بالغضب، والاحتقان يعلو الجباه، لذلك في الزيارة الميدانية يستطيع المسؤول ان يقف على جوهر المشكلة ويحدد اركانها وسبل حلها، لكن من المؤسف ان الزيارات الميدانية ماعادت واردة في قاموس اعضاء الحكومة الذين لايرون من المنصب الا بطاقة الصراف الالي واستدارة الكرسي بزاوية حادة نال منها قلم الشرفاء دون جدوى..
#ثالثا: وضع حلول واقعية وقابلة للتطبيق، ويحتاج ذلك الى وعي من المسؤول وارادة صلبة يستمدها من شفافيته وخبراته، وهذا ماعجزت عنه الكثير من الحكومات نتيجة انعدام الكفاءة والخبرة والاعتماد على نظام الترضيات العشائرية والاقليمية ونهج المخالطين الذي رسخت جذوره حكومة الرزاز غير المأسوف عليها، وكل ماسبق فرخ لنا اعضاء حكومات لاتمتلك ادنى المهارات، فالوزير الذي جاء بغير مكانه كيف له ان يضع حلولا لمشاكل جاءت معه، وكيف يمكنه تدارس هذه الحلول من حيث امكانية التطبيق ومدى توافقها مع الواقع القانوني والشعبي، لذلك نحن نعيش في كنف حكومة لاتمتلك الحد الادنى من المهارات والوعي، فقط زوبعة عابرة في فنجان بارد..
#رابعا: متابعة تقويم تقدم العمل باستمرار، وهذا اساس العمل الميداني والهدف المنشود من كسر جدران الغرفة الوزارية والانطلاق الى ارض الواقع لمتابعة الانجازات والى اي مدى حققت هذه الانجازات الغاية المنشودة منها، فالتقويم اساسه التغذية الراجعة لمخرجات اي قرار حكومي، لكن للاسف يصدر المسؤول القرار دون انتظار المخرجات او بالاحرى لايريد للمخرجات ان ترى النور.
#خامسا: مشاركة الجميع في اعداد الخطط وتنفيذها، وهذا يتطلب مرونة في العمل والاذن الصاغية والفكر المتقبل للنقد، وهذا في جميعه يعتمد على العمل الميداني والانطلاق نحو الواقع، خلافا لما نشاهده ونراه من وزراء يتمثل عملهم باحتكار المسؤولية وعدم توزيع العمل بسبب الجهل والغباء وانعدام الرؤية والمنطقية وغياب الوازع الوطني الذي هو اساس كل نشاط..
مما سبق نجد ان العمل الميداني هو نافذة الاصلاح الحكومي ووضع الحكومة امام مسؤولياتها..
فهل سنرى تغيرا ملموسا في النهج الحكومي بشكل يضمن التخفيف من الاحتقان الشعبي؟ ام ان الحكومة تبقى حكومة عبء عالوطن كما هي عليه الان؟ ام ان الزيارات الميدانية ستنطلق بغباء ودون تخطيط او هدف حقيقي؟
هذه الاسئلة ستجيب عنها الايام القادمة، وستثبت لكم مدى عجز هذه الحكومة عن تنفيذ ادنى متطلبات السلوك الاخلاقي المطلوب منها، فالله لايغير سلوك هذه الحكومة حتى تغير نهجها..
والله ولي الصابرين.
د.فلاح العريني.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى