إضراب المعلمين… كنا بإثنين وصرنا بثلاثة! / د. مفضي المومني

إضراب المعلمين… كنا بإثنين وصرنا بثلاثة!

كتبت وكتبوا… ، إتفقنا اننا امام قضية لا نصر فيها ولا كسر…قلنا اإن المعلم قامة وقيمة لا يجب كسرها، وأن الحكومة تمثل الدوله ولا يجوز كسر هيبتها، كنا ننتظر ان يخرج لنا الفريق الحكومي مع النقابة يدا بيد، وبمؤتمر صحفي معلنين الإتفاق وتعود الحياة إلى مدارسنا، كنا نريد أن ينتصر الوطن، لكني وأقولها مثلما يقولها عامة الناس الأمور ليست بيد الحكومة ثمة في الأمر من يريد أن يحافظ على مكتسباته ولو بقي التأزيم، كنا نخاف على المعلم والحكومة كثنائي يجب المحافظة عليه، ولا أعرف من زج بالقضاء بموضوع الإضراب، الإضراب اصبح شأنا وطنيا وقضية شعبية، كان من الأجدى عدم زج القضاء بهذا الموضوع، لسنا بحاجة للمناورة او المجاكره من خلال القضاء، نعم كنا بإثنين صرنا بثلاثة، المعلم الحكومة القضاء، ماذا لو استقال مجلس النقابة؟ واستمر المعلمين بالإضراب؟ ماذا سيفعل القضاء هل سيحبس كل المعلمين إن هم رفضوا تعليق الإضراب؟ هل كنا بحاجة للمناورة بهيبة القضاء في موضوع مطلبي يمكن حله بالتراضي، ليس فيه ابعاد سياسية ولو بالظاهر، القضاء اول وآخر قلاع الوطن، افسدنا كل شيئ وعبثنا بكل شيئ، وبقي القضاء ملاذ الأردنيين جميعا، نحتكم إليه ونرتضي حكمه، فإذا ضربنا القضاء في هيبته واستخدمناه لننتصر به على انفسنا ماذا سيبقى؟ كان يجب على الحكومة عدم إدخال القضاء في لعبة عض الأصابع مع النقابة، اعتقد أن حل الموضوع اصبح اكثر تعقيدا، نخاف على المعلم والحكومة والقضاء ولا نريد لأي منهم ان يمس، لا اعرف من الذي يفكر للحكومة ويتحفنا بقرارات فردية تكسر يوما بعد يوم للأسف، مما يقلل من التعاطف مع الحكومة، أما النقابة والمعلمين فما زلت أقول يجب ان يغلبوا مصلحة الوطن والطلبة وأن يسايروا الحكومة واذا بقي الطرفين ( كل واحد راكب راسه) فلا حل وسنصل إلى طريق مسدود ضحيته الوطن والطالب والأهل ونحن جميعا، مزعج جدا ما يحصل… لا أفق للحوار ولا أفق للإتفاق ولا أفق يقول غير أن الأمور (مجاكره)، وخروج للإعلام لتسجيل نقاط وأهداف، ولسنا بحاجة إلا لهدف واحد… انتصروا جميعا للوطن، وكما يوضع على الطاولة القضية ابعد من علاوة واعتذار، النظام التعليمي يجب ان يرجع إلى مساره حيث يجب أن يكون، يجب أن لا ندفن رؤوسنا في التراب، الحكومة قادرة اذا أريد لها أن تقدر، هي صاحبة الولاية وتستطيع تغيير الأدوات، وتكون كالأب الحاني تحتضن الجميع، النقابة مؤسسة مجتمع مدني تمثل المعلمين قيمة المجتمع الأولى يجب ان تتراجع من اجل الوطن، القضاء ايقونة الحكم فالعدل أساس الملك، اذا اختل ميزان العدل فلا تنتظر أن يسود ويستمر الملك بضم الميم، لا تعبثوا في اركان الوطن، فالأردن وشعبه ينتظر منكم غير ذلك… ! حمى الله الأردن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى