البحث عن البطل الشعبي ومسلسل الأسطورة
الشعوب المهزومة تبحث عن أبطال شعبيين ..لذا عشنا حياتنا و نحن نتمسك بكل رائحة تشي بأنها لبطل شعبي ..! هذا البطل ليس مهماً أن يكون مثقفاً ؛ بالعكس المثقف آخر واحد من الممكن أن يكون به صفات البطل الشعبي الذي يظهر بمظهر الساحق الخارق و المتفجر..لذا ؛ قد يكون مجرماً محترماً و نصفق له ..قد يكون ظالماً حد الطغيان و نصفق له ..و قد يكون لا يحترم حريات الناس ولا آراءهم و نصفق له ..!
وإلاّ ؛ ما الذي جعل مجرماً و بلطجياً لا يختلف عليه اثنان مثل (ناصر الدسوقي ) في مسلسل (الأسطورة ) بطلاً شعبياً تتراكض الناس عليه من كل حدبٍ و صوب ..؟ ما الذي جعلهم يبكون معه و هو في كلّ حلقة يقتل و يبكي ..؟ يظلم أقرب الناس إليه و تزداد شعبيته ..!
لماذا حكاية البطل الشعبي ..؟ لأن الفقراء و المهمشين و المظلومين و المهزومين يفكرون دائماً بـ (المنقذ و المخلص) ..يفكرون بالذي يشبههم ..لأنهم محبطون ..
لو كانت الشعوب المهزومة تحب (حكوماتها)؛ لوقفت في وجه بطلها الشعبي و أعادته إلى حجمه الطبيعي ولأنهت إجرامه ..ولكنّ تصفيقها له ورضاها عنه و تقليدها له يحوّله إلى اسطورة تحاك حوله الحكايات و التفاصيل لأن يعمل من وراء الحكومة ولأنه لا يستعرض عضلاته في الشارع و يفض نزاعاً بين خصمين ولأنه (تجرّأ) في زمن الخنوع ..!
اسطورة ناصر الدسوقي أو محمد رمضان ؛ المتصاعدة الآن في الشارع المصري وفي شوارع عربية أخرى تدل دلالة واضحة أن كل تصفيقنا للحكومات هو نفاق لا جدال فيه ..وتصفيقنا الحقيقي الذي يبكينا و يدهشنا و يسحرنا هو للبطل الشعبي القادم من بيننا حتى لو كان بلطجياً لا يرحم ..!
أيتها الحكومات ..نريد أن نصفق لك تصفيقاً نظيفاً ..فمتى تصبحين أنت بطلنا الشعبي بلا بلطجة ..؟!