أُم الأردنيين، أُم المعلمين

أُم الأردنيين، أُم المعلمين
م. عبد الكريم أبو زنيمة

من أعماق آلامها توجهت الأُم الأردنية، أُم المعلمين إلى ربّ الكون أن ينصر الشعب الأردني على كل من تآمر على المعلمين وعلى الوطن وحرم الشعب من لقمة عيشه وحطم آماله، هذه الأُم التي ترك الزمان على محياها آثار كفاحها وشقائها لتربية أبناءها على حب الوطن والانتماء إليه ليسرقه منهم اللصوص وسماسرة الأوطان وتجار المناصب، هذه الحرّة عبّرت بكلماتها عن الواقع المُر الذي يعيشه كل أبناء طبقتها ممن أفنوا عمرهم في سبيل الوطن وقدموا أبنائهم شهداء للذود عن حماه ليأتي اللفايف “جمع لفوفة وتعني الدخيل- الغريب” ليسرق منهم أفراحهم وطموحاتهم وآمالهم، هذه الحرة الأصيلة تدرك كما غيرها بأن هناك طبقية في المجتمع الأردني أدّت لاتساع الفجوة بين الشعب الفقير الجائع والأغنياء الذين اغتنوا على حساب الشعب الأُردني، والذين أذلوا وأفقروا وجوعوا الشعب الأردني ونهبوا خيراته، وتدعو ربها أن ينصر الشعب الأردني عليهم “ربي ينصركو عليهم”.
هذه الأم المكلومة قالت الكثير عمّا يجيش في صدر الشعب الجائع وأقتبس من كلامها: “يا فاسدين لا تسبوا عالمعلمين، المعلمين أشراف البلد” نعم، إنهم أشراف وامل البلاد وما هذه الهجمة على نقابتهم والتصدي لهم يوم 29/7 بطرق وأساليب مهينة واعتقالهم بالمئات إلا تعبير عن فشل، أو إفشال ممنهج للسياسات الحكومية في كافة الملفات خدمةً لمشاريع خارجية تهدد الوجود الأردني برمته لتقديمه لقمة سائغة هنيئة مريئة لأعداءنا، هم بقراراتهم وتصرفاتهم المستهجنة هذه يريدون قتل ووأد الحس والانتماء الوطني عند مربي الأجيال لحصد أجيال غريبة ومغربة وجاهلة بتاريخها وهويتها وثقافتها وعقيدتها وقيمها الأخلاقية والانسانية!
وتقول: “الأردن لينا والأردن حبيبتنا والمعلمين بنوا الاردن وصنعوا شباب الأردن وبدهم يعمروها وانتو خربتوها وبدكو تخربوها انتو يا الفاسدين، ربي ينصرهم عليكو وعلى كل من تآمر عالمعلمين وتروحوا على وادي الويل بجاه رب العالمين كل واحد تآمر على المعلمين واهل البلد ..ذليتوا البلد واهل البلد..ذليتوا الكبير ذليتوا الصغير ما خليتوا، خربتوا البلد..البلد كلها جيعانه كلها طفرانه كلها تشحد خليتوا الويل حالها.. خليتوا صاحب العيلة حق جاجة لولاده ما يلاقي..وانتو قاعدين عالكراسي ليكو سيارات ونسوانكو ليهن شوفيرية وسيارات حكومية ونهبتوا ثروات البلد .. الأردن بلد الخير بلد الثروة، سرقتوه سرقتوه ما خليتوا لاصحابه اشي…..إحنا بدنا رئيس وزراء من الأردن!”
لمن يريد معرفة حقيقة الأوضاع وقناعات الشعب الأردني وهمومه وهواجسه وتطلعاته مجردة بلا تزييف وخداع وبلا إعلام تضليلي وبلا تطبيل ولا تسحيج ولا نفاق ولا دجل ولا تقارير نفعية، فإنَّ ما قالته هذه الأم الأردنية، ام الاردنيين والمعلمين هو صوت وضمير غالبية أحرار وحرائر الأردن من شماله لجنوبه ومن شرقه لغربه، قد تقمعون تجمع هنا واعتصام هناك، قد تشترون صوتًا هنا وبوقًا هناك..لكن الحقيقة لا يمكن شراؤها ونزعها من صدورنا ويستحيل تزييفها.
كل عام وأنت بخير يا أُم المعلمين..ومهما طالت ظلمة السجن على أبناءك فإنَّ الفجر المشرق آتٍ.. أما جلاديهم وكل من تآمر عليهم فإنَّ مصيرهم هو ذلك المكان الذي وصفتيه!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى