أهمية أن تكون مجازًا

أهمية أن تكون مجازًا
يوسف غيشان

ليس لغايات التنكيد على المجازين والمعطّلين حاليا بسبب الكورونا، بالمناسبة فإن الصحفيين والمحررين والعاملين في الصحف عموما هم اقل الناس حصولا على الإجازات المدفوعة بسبب الكورونا، نظرا لطبيعة عملهم، لا بل ان كتّاب المقالات اليومية-وأنا منهم-لن نحصل على أي إجازة مطلقا، لأننا قاعدين قاعدين أصلا ونكتب من بيوتنا.
تكمن أهمية ان تكون مجازا في أنك لا تعرف ماذا تفعل، فلا أنت تمتلك المال اللازم لتعاطي السياحة حتى الداخلية، ولا أنت قادر على الاستلقاء كالبعير السكران دون الاهتمام بما يجري من أحداث.
أهمية ان تكون مجازا تكمن في أنك تتحول إلى كاتب» مجاز «بفتح» الجيم، أي أنك تتحول إلى إحدى ألاعيب سيبويه ونفطويه.
تكمن أهمية ان تكون مجازا في ان القارئ يعتقد أنك هربت منه، وصاحب العمل يعتقد أنك نصبت عليه، وأنت تعتقد أنك تتلقى دروسا في تعلم فن التقاعد في أربعة أيام.
تكمن أهمية ان تكون مجازا في أنك لا تفعل ما تريد، وهم يعتقدون أنك لا تفعل ما يريدون.
تكمن أهمية ان تكون مجازا في ان سعال المطابع يستمر دون الحاجة إليك وأنك مجرد بقع من الحبر على ورق الصحيفة يمكن استبداله ببقع أخرى، أو حتى إزالته بالهايبكس.
تكمن أهمية ان تكون مجازا في أن الناس تشك فيك أكثر، لأنها لا تعرف فيما تفكر أنت هذه اللحظة وبماذا تحلم وماذا تتمنى، بينما هي تعرف كل شيء عنك حينما تقترف الكتابة، لكأنك تقدم لهم يوميا تقريرا حول نفسك!!
تكمن أهمية ان تكون مجازا في أنك تصير مثل ام العروس. فاضي مشغول!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى