أنت إن نطقت متْ وأنت إن سكت متْ قلها ومتْ !!!!
#المهندس_مدحت_الخطيب
يقول الشاعر الفلسطيني #معين_بسيسو: #الصمت #موت قلها ومتْ فالقول ليس ما يقوله السلطان وليس تلك الضحكة التي يبيعها المهرج الكبير للمهرج الصغير فأنت إن نطقت متْ وأنت إن سكت متْ قلها ومتْ….
لعل أخطر ما اخشاه اليوم وأنا أقلب صفحات البعض وهم يتحدثون عن انتسابهم لحزب هنا وحزب هناك، وهذه الدربكة التي إنتاجها بعض الطارئين على الساحة السياسية،
أن تموت الفكرة التي تحدث عنها الملك قبل نضوجها ،بتحريف الهدف من تطوير #العمل_الحزبي والانتساب اليها،والرغبة في النقلة النوعية الحقيقية باتجاه نظام ديمقراطي متقدم ينسجم مع تطورات المرحلة عالميا وعربيا ومحليا….
ثمة أسباباً عميقة ومركبة وراسخة تحول بين انضمام الأردنيين الى الأحزاب أو حتى التفكير بالانتساب اليها، منها الهاجس الأمني الموروث عن الآباء والذي ما زال يولد فينا الخوف من الانخراط بالعمل الحزبي ، ومنها السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، وحتى النفسي ، والأهم من ذلك كله القناعة في العمل الحزبي وهل الأحزاب المطروحة اليوم على الساحة رغم كثرتها تلبي طموح وشرائح المجتمع الأردني بكل مكوناتهم….
“قبل ان يسارع الكثير من قادة العمل الحزبي عن الحديث عن تشكيل الأحزاب والحث على الانخراط بها، علينا وعليهم وعلى الحكومات المتعاقبة أولا تغيير الصورة النمطية المأخوذة عن الأحزاب في الأردن وحتى في الوطن العربي بالعموم ؛
فهنالك مصطلح دارج بين العوام يقول أن الانتساب للاحزاب ما هو الا مضيعة للوقت وبناء لزعامات على ظهور المنتسبين هدفهم الأول والأخير الحفاظ على مصالحهم الاقتصادية لا أكثر….
كلنا يعلم أن القدوات هم من يقودون الأحزاب في كل الدنيا ، وذلك من خلال قربهم من نبض الشارع والتفاعل مع حاجات الناس وتطلعاتهم ،عندها تنطلق شرارة الحزب وتكبر الفكرة ويسارع الجميع الى الانتساب في كل مكان ويصبح للحزب لون يمتاز به عن غيرة….
لست متشائم ولكن هي رسائل انقلها الى قادة العمل الحزبي والتي أراها ضرورية لخروج الأحزاب من أزمتها ومنها:-
1- خلق حالة من التجديد المستمر والابتعاد عن الجمود والتقوقع على الذات او التعصب المبهم فلا يوجد شيء سرمدي بلا بداية ولا نهاية….
2- استبعاد الأسس التنظيمية التقليدية والابتعاد قدر الامكان عن القيادات التأزيمية التي تطبعت على وضع عقدة في كل شيء ،نهجها (خالف تُذكر ) وديدنها خلق أجواء غير طبيعية في الحزب ليكون مطية بيد فئة قليلة فقط،
3- استقلالية الموارد والابتعاد كليا عن الإرتماء فى أحضان من يدفع أكثر داخليا وخارجيا ،وذلك بإيجاد أفضل السبل لوضع خطط مالية للحزب ومصادر تمويله تحفظ استقلاليتة وهيبته وآدابه ومَكَانَتُهُ …
4- التناغم مع صدى الشارع وتطلعاته وخلق قنوات خلفية لمساندته في طرح افكارة التي يتطلع اليها…
في الختام أقول وكما أن أي عمل مسؤول يحتاج إلى قدوات تتصدرالمشهد، يفترض بمن يرغب في المشاركة بالعمل الحزبي من القيادات أن يكون مؤهل للقيام بهذه المآثر، ويكون مثالاً للآخرين في تميزه وقوته ومعرفته وأمانته، عندها ستكون الأحزاب نقية صالحة لبناء تنظيم معافى يحترم منا جميعا ويعجل في انتسابنا اليها دون تردد أو استحياء…