تصنيفات : زبالة،مندسين،مخربين! / شبلي العجارمة

تصنيفات : زبالة،مندسين،مخربين!

من قال أن الألقاب هي المضاد الحيوي أو المطعوم الذي يقي من هفوات اللسان أو بلوى سقطات الزلل؟، ومن قال أيضا أن تصدرك للمشهد أو أن تكون وجاهة البكسة – كما يقال -هو صك الغفران لخطاياك وهو إثبات لملائكية شياطينك الباطنة؟،ومن قال أن كراتين الشهادات الثقيلة في بعض المواقف هي سوطك الذي تذب به عن جهلك وعثراتك ذباب السوشال ميديا الفضاح والمذل؟.
وإذا كانت ذاكرتك الوطنية تعاني من داء الصدأ في ملفاتها ومحركات بحثها فهذا ذنبك أنت لا ذنب الشعب الأردني الصابر المحتسب، وإذا كانت ثقافتك الفنية الضحلة، وبحثك عن الشهرة واللهث خلف عناوين في الصحف المباعة على الإشارات الضوئية بطريقة التسول والشحدة من قبل الباعة قد جعلت على بصرك وبصيرتك غشاوة فهذا خطاك أنت وخطيئتك وحدك؟.
وما بين فكي الكلام وكهف البوح ترفرف أسراب الأسئلة المصدومة للبحث عن إجابات قد كتبها الشعب الأردني العظيم بماء الذهب المشذى برحيق الورد على قدسية وسفر جدار الوطن الأعز والأغلى والأمثل منذ ولادة الوطن الأردني وشعبه من الخاصرة الجريحة؟، وللمنتج الذي توجب عليه أن يحمل حقيبة الوطن أمانة في كل أعماله الفنية كهوية وطنية تعريفية تكون هي مصدر الفخر ومحفز الإنجاز والإشادة بالشعب الذي تعايش سيناريوهات الحياة على خشبة مسرح الوطن الحقيقية وليست مجرد مشاهد من مسلسل فاض بنا من الفضيلة المصطنعة والمثاليات التي دحضتها وكذبتها تجارب الحقيقة المرة، بدل نعتهم بالزبالة ومش لاقيينلهم شغلة ويطقوا راسهم بالحيط،ولمذيعة وإعلامية توجب عليها بعد البسملة أن تقرأ تعويذتها على شعبها الأردني الأصيل بدل أن تصف من خرجوا من دفء بيوتهم وقراهم والبرد والجوع والليل ينهش أجسادهم وأبنائهم أن تصفهم بالمخربين والمندسين لتقايض بهذا الفحيح السام منبرا منافقا وشاشة منسية أو فضائية رمادية ،أو الإفراج عن وعد لها بالتعيين والتسليك براتب يحمل خمسة أصفار.
لا نعرف من هو الشعب الزبالة أو الشعب المندس المخرب؟، أوليس هذا الشعب الذي كان البيئة الحاضنة الوحيدة التي أرست دعائم ملك الهاشميين وساهموا بالحياض عن هذا الحمى والعرين؟ ،أوليس هذا هو الشعب الذي قاد جيشه يوما حابس المجالي أخو خضرة أسطورة القيادة والحنكة العسكرية ولا زال رمزا يحتفي به كل بيت أردني؟،أوليس هذا هو نفس الشعب الذي ما زال يقيم عرس وبيت عزاء الشهداء القدوات وصفي التل وهزاع المجالي ولا زالوا روزنامة تاريخ أسود حين قضوا شهداء في ذاكرة الشعب الأردني حين يتحدثون “سنة ما استشهد وصفي وعام ما استشهد هزاع”؟، أوليس هذا هو الشعب الذي أبرز وجهاء وأساطير وأمثلة عليا مثل الشيخ صايل الشهوان وكليب الشريدة وابن قلاب وابن طريف ومثقال الفايز وعودة أبو تايه وابن عدوان ؟،أوليس هذا الشعب الذي قدم وجبات الشهادة طازجة بدءا من كايد عبيدات وانتهاء بشهداء السلط؟، أوليس هذا الشعب الذي احتضن كل نكبات وتبعات وحروب الأمة بدءا من هجرة الشركس الأولى ومرورا بفلسطين وعطفا على بغداد وطرابلس ودمشق؟، أوليس هذا الشعب الذي لفظ جسده الطاهر وبنيانه المرصوص كل الأفكار المتطرفة والعقائد المشبوهة ولم يكن يوما بيئة حاضنة لفرق الموت والظلال والدمار الأسود؟، أوليس هذا الشعب الذي تجاورت مآذن مساجده وأبراج الكنائس في سماء الوطن وعبر أثيره الرحب في كل قراه ومدنه؟.
ومن باب أن صمت دهرا ونطق كفرا، أن هذا المنتج الذي خانته ذاكرته، وسقط دم الشهداء الأحمر من جروحهم الخضراء سهوا قد حكم على الشعب بلفظة واحدة بأن هذا الشعب زبالة، وحين انتصر الشعب الأردني لكرامته وهبت الأقلام البيضاء تذب عن شعبها هذا الظلم المتهكم، لجلج هذا المنتج الفحل وعرف أن لله حقا وأن هناك قضاء وسيلجأ له لإنصاف مظلمته.
أنا من يعرف دهاليز السجن وثقافة السجان الأردني العالية، بأن هذا السجان حين يعرف أننا قد وردنا حياض الزنازن دفاعا عن ليله وتاريخ بندقيته المشرف سيجعل من الزنزانة والسجن والمهجع بردا وسلاما على قلوبنا وأجسادنا وأنفسنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى