ألأنهم من غزة؟!!

ألأنهم من غزة؟!!

ناصر شديد – عمان

منذ شهر ونصف وأنا أطارد من أجل الحصول على مبرر مقنع لقرار السلطات الأردنية رفض دخول أربعة طلاب من قطاع غزة للدراسة في جامعاتها. الأربعة حصلوا على منح تعليمية من مؤسسة حمد الطبية القطرية للدراسة في جامعتَي عمان الأهلية والعلوم والتكنولوجيا، لكن للأسف ترفض الجهات الأمنية إدخالهم للبلاد دون سبب وجيه ومقنع!

أثناء المحاولات اضطررتُ لإدخال خمس واسطات بين صحفية ورسمية لمعرفة سبب هذا العناد الأمني… ومع كل محاولة كنت أكتشف كم كنت مخطئاً في افتراضي الأول بأن السبب لا يزيد عن مسؤولٍ عكِر المزاج، فقد كانت الإجابات تخبرني وبكل وضوحٍ وبلا مواربة بأن دخول أبناء قطاع غزة إلى الأردن مسموحٌ فقط لأغراض العلاج وممنوعٌ لما سوى ذلك!

مقالات ذات صلة

ألهذا الحد بات الأردن الرسمي مغرقاً في التيه ليرى في أبناء قطاع غزة قنابل موقوتة، أخطاراً أمنية متنقلة، لا يسمح لهم بالوجود على أرضه إلا إن كانوا بحاجة لاستشفاء، أما أن يدخل غزّي بكامل صحته فلا!، ترى أين ذهبت خطابات التعاطف مع غزة؟ وأين ذهبت الكلمات المنمقة والديباجة المعروفة المكررة عن “أشقائنا الفلسطينيين” وعن “مركزية القضية الفلسطينية”؟!، وهل هذا الرفض نابع من خوف أمني ضل بوصلته فقط؟، أم أنه مشاركة ضمنية في حصار قطاع غزة ومعاقبة أبنائه على تمسكهم بمقاومتهم؟!.

لا أدري كيف يمكن لمسؤول أمني أردني أن يرى في أبناء قطاع غزة خطراً أمنياً متنقلاً، ولا يرى ذلك في السياح الصهاينة الذين يصولون ويجولون في وادي رم وجبل نبو والعقبة ومقام هارون، ثم يعودون ليخدموا في جيش الاحتلال أو لينشطوا في عصابات “فتية التلال” و”تدفيع الثمن”، ولينتخبوا أمثال بن جفير وسموتريتش ونتنياهو…، هل حقاً بات المسؤول الأردني يرى هؤلاء أقرب إليه من أبناء أمته في قطاع غزة!، فيأمن لهم أكثر؟!.

الدراسة بدأت في كل الجامعات ويوشك الفصل الدراسي الأول أن يحط رحاله، وقد ضاع على الطلاب الأربعة من المنهاج الدراسي الكثير… والله وحده يعلم كيف سيعوضون ما فاتهم، إن سُمح لهم بالدخول!، والله وحده يعلم مصير مِنحهم الجامعية إن استمر هذا العناد على الخطيئة؛ ولماذا لم تبلغ الجهات المانحة بهذه القرارات العتيدة قبل تخصيص المنح وتسديد الرسوم؟!.

تتملكني الحيرة حقاً وأنا أحاول أن أعرف ما الذي يجعل الأردن الرسمي خصماً عنيداً لغزة؟!، والشواهد كثيرة..، ولماذا تحمل أجهزته الأمنية نظرة سلبية لكن ما هو غزّي؟! وكيف تحول الأردن الرسمي إلى موقع العداء لغزة؟!، ألم ترفع غزة رؤوسنا جميعًا في كل معركة خاضتها مع العدو؟!، أم لنا رأي آخر في هذه أيضًا؟!، أي مصلحةٍ للأردن الرسمي في هذا وما الذي سيجنيه مقابله من منافع؟!، أم أن دوافع أخرى باتت تحرك القرار تجاه غزة؟، وهل ينقص غزة وأهلها المزيد من الحرب والحصار؟!.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى