إلى مغرور / أحمد المثاني

إلى مغرور
.. تستطيع ، إن شئت ، أن تغمض عينيك في رابعة النهار و تنكر شمس الظهيرة ، و كذا ، تستطيع أن تقنع نفسك أن تاريخ الإنسانيّة ابتدأ بك ! أو أنه يكتمل بعبقريتك
و حينها تقنع بأسوار جهلك .. و تنعُم بعجزك
و أنانيتك و نرجسيتك ..
تستطيع أن تعيش خيالاتك و أحلامك .. و تنفصل عن واقعك ، لتظنّ أنك الفارس المغوار، و المفكّر المبدع .. و المخترع و المكتشف .. و أنك المخلوق الأوحد و الأجمل الذي تذوب النساء حبّاً فيه !
و حينها تنسى حجمك الطبيعي ، لتصحو و تجد نفسك خاوياً .. نسياً منسيا .. و أنك
في ذيل القافلة أو في ذيل الهامش .
تستطيع أن تتجاهل الآخرين و نجاحاتهم .. و أن تقلّل من شأن اسهامات
العاملين المجدّين .. لتجد نفسك مقيّداً
بالعجز .. و ضعف الحيلة .. و اعتلال الإرادة
تستطيع أن تنصّب من نفسك ناقداً و مقيّماً لعباد الله .. و أنت متكىء على فراش عجزك .. و أنت محبوس في سجن غيرتك
و حسَدك .. تبحث عن المعايب و الصغائر
لتبرّر بها سقوطك و فشلك ..
أيها الجاهل المغرور ، يوماً ما ، ستصحو على حقيقة نفسك .. لعلّك تنجو من وبال أمرك ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى