أزمة كوميديا في الوطن العربي.. من المسؤول عنها؟

سواليف
تعاني الكوميديا العربية في السنوات الأخيرة من ضعف واضح وتدهور مستمر يظهر جليا في شهر رمضان الذي تعتبره الفضائيات العربية موسما لبث برامجها على المشاهدين.

ورأى خبراء أن ضعف الأداء، وتدخل شركات الرعاية، أفقد الكوميديا العربية الكثير من قيمتها، وحاد بها عن الطريق الصحيح.

ومنذ بداية شهر رمضان، لم تتوقف الانتقادات للبرامج الكوميدية التي تعرض في أوقات الذروة وتكلف الإعلانات خلالها مبالغ طائلة، رغم “الإنتاج المتواضع” لبعضها.

في الأردن، ضج المشاهدون على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد بث حلقة للفنان الكوميدي الفلسطيني، عماد فراجين، على أحد الفضائيات المحلية الخاصة، سخر فيها من أحد النوادي الرياضية الأردنية ما كلفه اعتذارا بعد تهديد النادي بمقاضاة الفضائية.

الفنان الكوميدي الأردني، حسين طبيشات، قال إنه يجب بعث الروح من جديد في الكوميديا وإعادة كتابة نصوصها، والبحث عن كتاب جدد يحملون أفكارا جديدا.

وأكد على أن المسؤولية تقع في المقام الأول على الفنان نفسه، إذ يجب عليه دراسة المواضيع التي يتناولها جيدا، والبحث جيدا في مشاكل الوطن العربي المليء بالمعاناة وتجنب التكرار.

ولفت إلى أن الشركات الداعمة والجهات الراعية يهمها النشر بالدرجة الأولى، ولا تهتم بالرسالة أو المحتوى، وتبحث عن عدد المشاهدات بالدرجة الأولى.

وعن سلطة النقابات الفنية على المحتوى الذي يقدم على الشاشات قال الفنان الكوميدي إن لا سلطة للنقابات على عالم التواصل الجديد، وإنه يمكن لأي شخص أن يسمي نفسه فنانا على صفحته الخاصة، وجمع عدد من المعجبين حوله.

كما لفت إلى أن النقابات في البلدان ليس لها سلطة حقيقية على الفضائيات الخاصة، أو ما يعرض عليها، وتلتزم فقط بالخط الأحمر الذي تضعه لنفسها.

وبرزت في السنوات الأخيرة البرامج الكوميدية التي يكون البطل فيها فنان لوحده، كاتبا، ومؤديا، ومنتجا، بعد أن كانت المسلسلات الكوميديا قديما تضم فريقا لا يقل عددا عن المسلسلات الدرامية.

الكاتب الساخر، أحمد حسن الزعبي، قال إن الكوميديا في الوطن العربي في أزمة حقيقية، ليس على مستوى تكرار الأفكار، بل بانشطار الفرق الكوميدية ليصبح كل فرد مستقلا بذاته، ويتعمد على نفسه بشكل كامل بدءا من كتابة النص، ومن ثم تنفيذه وإنتاجه.

وأشار إلى غياب الرقابة على النصوص لكون الفنان هو من يكتبها وينفذها لوحده، في حين كان فريق كامل يكتب النص للفنان في السابق، ويقتصر عمله على الأداء، محذرا من أن “الغرور قاتل الكوميدي”.

وأكد أن الفنان الكوميدي بحاجة إلى كثير من التدريب، وكثير من الكتابة حتى يخرج بنص ناجح يحمل فكرة ورسالة صالحة للعرض على المشاهد.

وأشار الكاتب الساخر إلى أن الجانب الآخر في المشكلة يكمن في الشركات الراعية التي تبحث عن الأشخاص الذين يملكون متابعين كثر على صفحات التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن الأداء والرسالة.

وكشف بأن بعض المسلسلات الكوميديا التي تعرض في شهر رمضان على سبيل المثال، يبدأ تصويرها قبل دخول الشهر الفضيل بأسبوع واحد وتكون جاهزة للعرض مع بداية الشهر، ما يعني محتوى ركيك وإنتاج بسيط بتكاليف قليلة.

وذكر الزعبي بمسلسل “مرايا” الكوميدي السوري الذي كان يكتب بعض نصوصه الكاتب محمد الماغوط ونور الدين الهاشمي، فلم يمل منه المشاهد.

وشدد على أن على الفنان أن يعزل نفسه عن الإنتاج والكتابة والتركيز في الأداء بحيث يحفظ لكل صاحب تخصص تخصصه.

ولم تكن الكوميديا في الخليج العربية بعيدة عن الانتقاد إذ يتفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي بعد بث كل حلقة من البرامج الكوميدية التي تزخر بها الشاشات الخليجية خصوصا في دولة الكويت.

عربي 21

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى