أزمة أخلاقية وثقافية والسبب الإعلام
الناظر اليوم إلى مجتمعنا بشكل عام يرى عجب العجاب ويرى كثيراً من المتناقضات التي شاعت بين أفراد المجتمع ومن تلك العجائب ما تمر به الأمة اليوم من أزمة وعي أخلاقية وثقافية أنشأها الجهل والإفلاس الأخلاقي والإعلامي و ينبغي علينا أن نتصدى لها بالمعرفة والأخلاق لأنه السبيل الوحيد لنكون خير أمة ولا سبيل سواه ..
ورغم العديد من البرامج التي تبث عبر بعض القنوات الفضائية العربية اليوم إلا أنها لا تتناسب مع أخلاقياتنا ومبادئنا وثقافتنا العربية ورغم ذلك باتت القنوات الفضائية تتنافس من اجل بثها ومتابعتها من قبل الشباب الذي بات ضحية لهذه البرامج التي تحث على الفساد وتسيء لأخلاقيات المجتمع المسلم بالإضافة إلى تدمير العقول والقلوب .
اليوم أصبح الإعلام أخطر أداة الحروب وهو أخطر من السلاح والتدمير فهو ليس تدمير للأجساد أو سفك للدماء لا بل هو تدمير للعقول والنفوس بأسرها .
والمضحك المبكي ما تنشره بعض الصحف اليومية والمواقع الإخبارية الإلكترونية بالإضافة للقنوات الفضائية من أخبار تدعي أنها أخبار فنية وهي بعيدة كل البعد عنها وبعضها يكون عاجلاً كانسحاب الراقصة الفلانية من حفل زفاف الفنان الفلاني !! هذا ما قالته المطربة الفلانية عن زواجها السري !! و….. الخ من الأخبار التي لا تسمن ولا تغني من جوع عداك عن الصور الخليعة مع تلك الأخبار وكأن الأمة قد قامت بحل جميع قضاياها ومشكلاتها ولم يبقى سوى معرفة ما هو لون فستان المطربة الفلانية ولماذا قامت بارتدائه !
في النهاية أقول لقد باتت حرب الأفكار والغزو الثقافي والفكري والإعلامي تشكل تياراً جارفاً يهدد المجتمعات المسلمة لصرف المسلمين عن دينهم ومسخ هويتهم وتغيير انتماءاتهم مما يفتت الأمة ويضعفها ويبعدها عن واقعها ويشغلها بنفسها .
ليتنا نرتقي بأفكارنا إلى مستوى يليق بأخلاقنا ومبادئنا وثقافتنا لنصبح كما نتمنى أن نكون .
الأمة اليوم في سبات عميق نسأل الله العلي القدير أن تفيق .. تولانا الله برحمته ..
الكاتب الاجتماعي – سرهاب البسطامي
